- akila taibiمدير المنتدى
- عدد المساهمات : 1381
نقاط : 3771
تاريخ التسجيل : 12/04/2013
فلسفة : مقالة هل العادة تدل على التكيف والإنسجام أم أنها تؤدي إلى إنحراف في السلوك
الجمعة سبتمبر 06, 2013 7:48 pm
المقدمة:
يتعاملويتفاعل الإنسان مع العالم الخارجي بما فيه من أشياء مادية ترمز إلى الوسطالطبيعي وأفراد يشكلون المحيط الإجتماعي . يتجلى ذلك في سلوكات منهاالمكتسبة بالتكرار وهذا ما يعرف بالعادة , فإذا كنا أمام موقفينمتعارضينأحدهما يربط العادة بالسلوك الإيجابي والأخر يصفها بالإنحراففالمشكلة المطروحة :
هل العادة تدل على التكيف والإنسجام أم أنها تؤدي إلى إنحراف في السلوك ؟التحليل :
عرض الاطروحة الاولى:
يرى أصحاب هذه الأطروحة أن تعريف العادة يدل على أنها ظاهرة إيجابية أنهاتوفر لصاحبها الجهد والوقت والمقارنة بين شخصين أحدهما مبتدئ والآخر متعودعلى عمل ما يثبت ذلك,( كالمتعود على استخدام جهاز الإعلام الآلي ) تراهينجز عمله في أسرع وقت مع إتقان عمله كما وكيفا .
وتظهر إيجابيات العادة على المستوى العضوي فالعادة الحركية تسهل حركة الجسم وهذا واضح في قولآلان " العادة تمنح الجسم الرشاقة والمرونة " . ومن الأمثلةالتي توضح إيجابيات العادة أن مكارم الأخلاق وكظم الغيظ إنما تنتج عن التكرار .
لذلك أطلق عليها علماء الإجتماع مصطلح العادات الأخلاقية . ليس هذا فقط بلهناك عادات فكرية مثل التعود على منهجية معالجة مقالة فلسفية أو تمرين فيالرياضيات, وملخص هذه الأطروحة أن التكيف مع العالم الخارجي يرتبط بالعادةولولاها لكان الشيء الواحد يستغرق الوقت بأكمله لذلك قالمودسلي :" لولا العادة لكان في قيامنا بوضع ملابسناوخلعها ، يستغرق نهاراكاملا "
النقد:
إن طبيعة الإنسان ميالة إلى الأفعال السهلة التي لا جهد فيها لذلك ترى كفة الأفعال السيئة أرجح من كفة الأفعال الإيجابية.
عرض الأطروحة الثانية :
ترى هذه الأطروحة أن العادة وظيفتها سلبية على جميعالمستويات فهيتنزع من الإنسان إنسانيته وتفرغه من المشاعر وكما قالبرودوم " جميع الذين تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشرا وبحركاتهمآلات" . [font]ومن الأمثلة التوضيحية أن المجرم المتعود على الإجرام لايشعر بالألم الذي يلحق ضحاياه . وعلى المستوى النفسي ,العادة تقيد حركةالإنسان وتقتل فيه روح المبادرة, وكلما تحكمت العادة في الإنسان نقصتوتقلصت حريته واستقلاله في القرار . وخلاصة هذه الأطروحة أن العادة تعيقالتكيف حيث يخسر الإنسان الكثير من قواه الجسدية والعقلية وكماقالروسو " خير عادة للإنسان ألا يألف عادة"
النقد:
إذا كان للعادة سلبيات فإن لها أيضا إيجابيات.
التركيب :
لاشك أن هناك في الحياة عادات يجب أن نأخذها ونتمسك بها ، وأن هناك عاداتيجب تركها . فالذي يحدد إيجابية أو سلبية العادة هو الإنسان . وكما قالشوفاليي " العادة هي أداة الحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها " . ومن الحكمة التحلي بالعادات الفاضلة والتخلي عن العادت الفاسدة وفق قانونالتحلية والتخليةوهذا واضح في قولتوينلا يمكن التخلص من العادة برميهامن النافذة وإنما يجعلها تنزل السلم درجة درجة". وصاحب الإرادة هو من يفعل ذلك .
الخاتمة :
ومجملالقول أن العادة أحد أنواع السلوك الناتجة عن تكرار الفعل،وقد تبين لنافيمقالنا أن هناك من أرجع التكيف مع العالم الخارجي إلى العادات الفاضلة , وهناك من نظر إلى العادة نظرة سلبية بإعتبار المساوئ التي جلبتها إلىالإنسان وكمخرج منالمشكلة المطروحة نستنتج:
العادة قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية حسب توظيف الإنسان لها
.
[/font][/color]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى