- akila taibiمدير المنتدى
- عدد المساهمات : 1381
نقاط : 3771
تاريخ التسجيل : 12/04/2013
لغة عربية للسنة الأولى ثانوي : النقد الأدبي
السبت سبتمبر 28, 2013 7:05 pm
تعريف النقد
النقد لغة : هو بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شئ من الأشياء بعد فحصه ودراسته
، وفي الأدب يعني النقد : دراسة النصوص الأدبية في الأدب ، وذلك بالكشف
عما في هذه النصوص من جوانب الجمال فنتبعها ، وما قد يوجد من عيوب فنتجنب
الوقوع فيها .
أولآ : النقد الأدبي في مرحلة النشأة والتطور :
استعمال النقد-
: 1 أول ما استعملت فيه كلمة النقد كانت بمعني فرز الدراهم والدنانير -
قديماً - لبيان الصحيح والمزيف منها ، وتلك مهارة يختص بها الصيارفة وقال
الشاعر في هذا الاستعمال :
إن نقد الدينار صعب إلا على الصيرفي ، فكيف نقد الكلام
2 - ثم انتقلت إلي نقد أخلاق الناس وعاداتهم ، وبيان ما يتحلون به من كريم
الصفات . وما يعاب على أحد من السلوكيات ، ولهذا قالوا [ إن نقدت الناس
نقدوك ، وإن عبتهم عابوك .
3 - ثم دخلت كلمة النقد في نقد الشعر والخطب في العصر الجاهلي ، حيث كانت
أسواق العرب أشبه بالنوادي الأدبية اليوم - يلقي فيها الشعراء قصائدهم ..
وكل يتباهي مفتخراً بقومه ... والناس يسمعون ، ثم يقولون رأيهم .. وهي في
هذا الوقت ملاحظات فردية ، تقوم على الذوق الشخصي ، وهذه هي المرحلة
الأولي لظهور النقد الأدبي وتطوره .
* نماذج من النقد الأدبي في هذه المرحلة :
1 - ألقي شاعر يسمي ( المتلمس ) قصيدة على جمع من الناس ، وكان من بينهم الشاعر : طرفة بن العبد - فلما قال المتلمس :
وإني لأمضي الهم عند احتضاره بناج عليه الصيعرية مكـــــدم
ومعني البيت ( إنني أتغلب على الهموم التي تحضرني بالسير على جملي فأنجو منها به ) .
عندئذ قال طرفة : استنوق الجمل - أي جعله ناقة . فقد وصفه بصفات الناقة وهي ( الصيعرية ) وهي علامة في عنق الناقة لا البعير .
2 - جاء في قصيدة لحسان بن ثابت :
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فنقده النابغة وقال له :
- إنك قلت : ( الجفنات ) وهي من جمع القلة ، والأحسن لو قلت ( الجفان ) لكثرة العدد .
- وقلت : ( يلمعن ) ( في الضحى ) أي تلمع في وضح النهار - ولو قلت ( يبرقن
) ( في الدجي ) لكان أبلغ لأن الضيوف في الليل أكثر طروقا .
- وقلت أيضا : ( أسيافنا ) وهي جمع قلة - ولو قلت ( سيوفنا ) جمع كثرة لكان أفضل .
- وقلت ( يقطرون دما ) أي تسيل منها قطرات الدم . ولو قلت يجرين ) لكان أفضل فجريان الدم دلالة على كثرة القتلى من الأعداء .
ونلحظ في نقد النابغة السابق أنه يركز على مدي دقة استعمال الكلمات
الملائمة للمعني ، وكيف تكون كلمة أدق وأبرع في التعبير عن المعني المراد
لأن نجاح الشاعر في اختيار أدق الكلمات المناسبة يسهم في قوة المعني
وتأثيره في نفس السامع ، ولهذا قال النابغة لحسان : إنك لا تحسن أن تقول
مثل قولي :
فإنك كالليل الذي هو مدركــي وإن خلت أن المنتأي عنك واسع
فأنت تري الأسلوب واضحا تمام الوضوح ، مع عمق المعني المراد ، حتي أنك
تحتاج للتريث والأناة في معرفته . فهو يعتذر للنعمان عن المنذر ، معلنا
أنه لا يستطع الهرب منه إلي أي مكان - كالليل لا مهرب منه .
كان النقد في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام ملاحظات فردية ، تقوم على الذوق الشخصي .
-وقيل في الجاهلية : أشعر الشعراء امرؤ القيس إذا ركب ، والأعشى إذا رغب
-وفي عصر صدر الإسلام قال عمر بن الخطاب : إن زهير بن أبي سلمى هو أحسن
الشعراء ، لأنه لا يمدح الرجل إلا بما فيه ، ولا يعاطل في القول .
-3/في العصر الأموي كان مجلس عبد الملك بن مروان ميدانا متسعاً للنقد
والتذوق وهو نفسه كان مشاركا في ذلك . روي أنه سمع عن الشاعر (( نصيب ))
قوله :
أهيم بدعد ما حبيت فإن أمت فوا حزنا من ذا يهيم بها بعدي
فقال بعض من حضر : أساء القول . أيحزن لمن يهيم بها بعده ، فقال به عبد الملك ابن مروان : لو كانت قائلاً فماذا تقول ؟ قال :
........................... أو كل بدعد من يهيم بها بعدي
فقال عبد الملك : أنت أسوأ قولا ، والأفضل لو قال :
أهيم بدعد ما حبيت فإن أمت فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي
/4 - مدح جرير الخليفة عبد الملك بن مروان ، فقال :
هذا ابن عمي في دمشق خليفة لو شئت ســـاقكم إلي قطينا
فلما سمعه عبد الملك قال : ما زاد على أن جعلني شرطيا - والله لو قال ( لو شاء ) لسقتهم إليه قطينا .
وقد أخطا جرير في قوله ( شئت ) بإسناد الفعل لنفسه ، وجعل الخليفة شرطيا
عنده - وهذا لا يليق بمقام الخليفة ، ولو استبدل كلمة ( شاء ) أي الخليفة
مكان ( شئت ) لحظي بما يريد .
/5 - قالت ليلي الأخيلية في مدح الحجاج :
إذا نزل الحجـــاج أرضـاً مريضة تتــبع أقصــي دائها فشفاها
شفــاها من الداء العضال الذي بهـا غــلام إذا هز القناة سقـاهـا
فعاب الحجاج قولها ( غلام ) لأنها كلمة تدل على الجهل والطيش وقلة الخبرة
والتجربة - وهذا لا يناسب ذكاء الحجاج وسطوته ، التي عرف بها ، وكان
الأفضل لو قالت ( همام - شجاع ) .
ثانيا: النقد الأدبي في مرحلة الازدهار
ويجئ العصر العباسي - عصر العلوم والتأليف ، حيث ظهرت مرحلة التدوين في النقد الأدبي .
أ - أهم مؤلفات النقد الأدبي :
ظهرت في هذه الفترة مؤلفات متخصصة في النقد الأدبي من أهمها :
1) عيار الشعر لا بن طباطبا
2) الموازنة بين الطائيين للآمدي .
3) الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني .
4) الصناعتين لأبي هلال العسكري .
5) العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده - لابن رشيق القيرواني .
6) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - لابن الأثير
النقد لغة : هو بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شئ من الأشياء بعد فحصه ودراسته
، وفي الأدب يعني النقد : دراسة النصوص الأدبية في الأدب ، وذلك بالكشف
عما في هذه النصوص من جوانب الجمال فنتبعها ، وما قد يوجد من عيوب فنتجنب
الوقوع فيها .
أولآ : النقد الأدبي في مرحلة النشأة والتطور :
استعمال النقد-
: 1 أول ما استعملت فيه كلمة النقد كانت بمعني فرز الدراهم والدنانير -
قديماً - لبيان الصحيح والمزيف منها ، وتلك مهارة يختص بها الصيارفة وقال
الشاعر في هذا الاستعمال :
إن نقد الدينار صعب إلا على الصيرفي ، فكيف نقد الكلام
2 - ثم انتقلت إلي نقد أخلاق الناس وعاداتهم ، وبيان ما يتحلون به من كريم
الصفات . وما يعاب على أحد من السلوكيات ، ولهذا قالوا [ إن نقدت الناس
نقدوك ، وإن عبتهم عابوك .
3 - ثم دخلت كلمة النقد في نقد الشعر والخطب في العصر الجاهلي ، حيث كانت
أسواق العرب أشبه بالنوادي الأدبية اليوم - يلقي فيها الشعراء قصائدهم ..
وكل يتباهي مفتخراً بقومه ... والناس يسمعون ، ثم يقولون رأيهم .. وهي في
هذا الوقت ملاحظات فردية ، تقوم على الذوق الشخصي ، وهذه هي المرحلة
الأولي لظهور النقد الأدبي وتطوره .
* نماذج من النقد الأدبي في هذه المرحلة :
1 - ألقي شاعر يسمي ( المتلمس ) قصيدة على جمع من الناس ، وكان من بينهم الشاعر : طرفة بن العبد - فلما قال المتلمس :
وإني لأمضي الهم عند احتضاره بناج عليه الصيعرية مكـــــدم
ومعني البيت ( إنني أتغلب على الهموم التي تحضرني بالسير على جملي فأنجو منها به ) .
عندئذ قال طرفة : استنوق الجمل - أي جعله ناقة . فقد وصفه بصفات الناقة وهي ( الصيعرية ) وهي علامة في عنق الناقة لا البعير .
2 - جاء في قصيدة لحسان بن ثابت :
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
فنقده النابغة وقال له :
- إنك قلت : ( الجفنات ) وهي من جمع القلة ، والأحسن لو قلت ( الجفان ) لكثرة العدد .
- وقلت : ( يلمعن ) ( في الضحى ) أي تلمع في وضح النهار - ولو قلت ( يبرقن
) ( في الدجي ) لكان أبلغ لأن الضيوف في الليل أكثر طروقا .
- وقلت أيضا : ( أسيافنا ) وهي جمع قلة - ولو قلت ( سيوفنا ) جمع كثرة لكان أفضل .
- وقلت ( يقطرون دما ) أي تسيل منها قطرات الدم . ولو قلت يجرين ) لكان أفضل فجريان الدم دلالة على كثرة القتلى من الأعداء .
ونلحظ في نقد النابغة السابق أنه يركز على مدي دقة استعمال الكلمات
الملائمة للمعني ، وكيف تكون كلمة أدق وأبرع في التعبير عن المعني المراد
لأن نجاح الشاعر في اختيار أدق الكلمات المناسبة يسهم في قوة المعني
وتأثيره في نفس السامع ، ولهذا قال النابغة لحسان : إنك لا تحسن أن تقول
مثل قولي :
فإنك كالليل الذي هو مدركــي وإن خلت أن المنتأي عنك واسع
فأنت تري الأسلوب واضحا تمام الوضوح ، مع عمق المعني المراد ، حتي أنك
تحتاج للتريث والأناة في معرفته . فهو يعتذر للنعمان عن المنذر ، معلنا
أنه لا يستطع الهرب منه إلي أي مكان - كالليل لا مهرب منه .
كان النقد في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام ملاحظات فردية ، تقوم على الذوق الشخصي .
-وقيل في الجاهلية : أشعر الشعراء امرؤ القيس إذا ركب ، والأعشى إذا رغب
-وفي عصر صدر الإسلام قال عمر بن الخطاب : إن زهير بن أبي سلمى هو أحسن
الشعراء ، لأنه لا يمدح الرجل إلا بما فيه ، ولا يعاطل في القول .
-3/في العصر الأموي كان مجلس عبد الملك بن مروان ميدانا متسعاً للنقد
والتذوق وهو نفسه كان مشاركا في ذلك . روي أنه سمع عن الشاعر (( نصيب ))
قوله :
أهيم بدعد ما حبيت فإن أمت فوا حزنا من ذا يهيم بها بعدي
فقال بعض من حضر : أساء القول . أيحزن لمن يهيم بها بعده ، فقال به عبد الملك ابن مروان : لو كانت قائلاً فماذا تقول ؟ قال :
........................... أو كل بدعد من يهيم بها بعدي
فقال عبد الملك : أنت أسوأ قولا ، والأفضل لو قال :
أهيم بدعد ما حبيت فإن أمت فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي
/4 - مدح جرير الخليفة عبد الملك بن مروان ، فقال :
هذا ابن عمي في دمشق خليفة لو شئت ســـاقكم إلي قطينا
فلما سمعه عبد الملك قال : ما زاد على أن جعلني شرطيا - والله لو قال ( لو شاء ) لسقتهم إليه قطينا .
وقد أخطا جرير في قوله ( شئت ) بإسناد الفعل لنفسه ، وجعل الخليفة شرطيا
عنده - وهذا لا يليق بمقام الخليفة ، ولو استبدل كلمة ( شاء ) أي الخليفة
مكان ( شئت ) لحظي بما يريد .
/5 - قالت ليلي الأخيلية في مدح الحجاج :
إذا نزل الحجـــاج أرضـاً مريضة تتــبع أقصــي دائها فشفاها
شفــاها من الداء العضال الذي بهـا غــلام إذا هز القناة سقـاهـا
فعاب الحجاج قولها ( غلام ) لأنها كلمة تدل على الجهل والطيش وقلة الخبرة
والتجربة - وهذا لا يناسب ذكاء الحجاج وسطوته ، التي عرف بها ، وكان
الأفضل لو قالت ( همام - شجاع ) .
ثانيا: النقد الأدبي في مرحلة الازدهار
ويجئ العصر العباسي - عصر العلوم والتأليف ، حيث ظهرت مرحلة التدوين في النقد الأدبي .
أ - أهم مؤلفات النقد الأدبي :
ظهرت في هذه الفترة مؤلفات متخصصة في النقد الأدبي من أهمها :
1) عيار الشعر لا بن طباطبا
2) الموازنة بين الطائيين للآمدي .
3) الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني .
4) الصناعتين لأبي هلال العسكري .
5) العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده - لابن رشيق القيرواني .
6) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - لابن الأثير
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى