- akila taibiمدير المنتدى
- عدد المساهمات : 1381
نقاط : 3771
تاريخ التسجيل : 12/04/2013
الجمل وإعرابها في اللغة العربية
الأحد يونيو 23, 2013 8:07 pm
تعريف الجملة - نوعا الجملة – الجمل المعربة – الجمل المهملة – نماذج تطبيق
أولاً: تعريف الجملة : هي انضمامُ مجموعة من الكلمات في نسق أو نظامٍ خاص لتؤُدي معنىً تاماً .
ثانياً: أقسام الجملة :
1- الجملة الفعلية : أساسها الفعل التامُّ أو الناقِصُ في صِيَغِهِ الثلاث (الماضي – المضارعُ – الأمرُ ) سواء كانت الأفعال لازمةً أو متعديةً ,مجردةً أو مزيدةً , صحيحة أو معتلة , ثلاثية أو رباعية .
قال أبو فراس الحمداني : سَيَذْكُرني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمُ وفي اللَّيلةِ الَّظلماءِ يُفْتَقَدُ البَدرُ
فما رمز إليه بخط تحته جملٌ فعلية تألفت من الفعل وتوابعه التي هي ( الفاعل – المفعول به – الجار والمجرور – وغير ذلك) مما هو مكمل للمعنى .
2 - الجملة الاسمية: أساسها اسمٌ نبدأ به الكلام , ويرادُ الإخبار عنه , وآخرُ أو ما يقومُ مكانه نخبرُ به ويسمَّى الأول مبتدأ ويسمًّى الاسم الذي نخبر به الخبرَ , وقد تكون مما أصلهُ مبتدأ و خبرٌ وهي الداخلُ عليها حرفٌ ناسِخٌ .( إنَّ ) أو أحدُ أخواتها مثالها في قول أبي فراس الحمداني :
و نحنُ أناسٌ لا توسُّطَ بيننا لنا الصدرُ دونَ العالمينَ أو القبرُ
الجمل التي رمز إليها بخط كلها جملٌ اسميةٌ.
ثالثاً : الجُملُ المعربَةُ :
الجملة المعربة هي التي يمكن إبدالها بكلمة واحدة تنوب عنها دون أن يتغَّيَّر معنى الجملة فيكون المفرد المبدل عن الجملة مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً وعندها يَصِحُّ أ، تأخذ الجملة محلها الإعرابيَّ وقد حصَرها كثيرٌ من علماء النحو القدامى بسبع جمل معربة وبعضهم أوصلها إلى أكثر وهناك خلافٌ أيضاً في معانيها دون أنْ يكون لهذا الاعتبار تأثرٌ في استخدامها وفي إعرابها , وإليك هذه الجملُ المعربة في فصائل سبعٍ مع تفريعاتِ كلُّ جملةٍ منها مشفوعة بالأمثلة :
الأولى: الجملةُ الخبريَّةُ :
1- الواقعة في محل رفع إذا كانت خبراً لمبتدأ .
مثالها في الآيــة الكريمة (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ )(يوسف: من الآية3)
جملة نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ ( نحن ) والتقدير ( نحن قاصُّونَ )
2- الواقعة خبراً للأحرف النواسخِ ( إنَّ أو إحدى أخواتها ) ومحلها الرفعُ :
قال طرفة بن العبد : لَعَمْرُك إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى لك لطِّوَلِ المُرْخَى وثنْياهُ باليدِ
جملة (ما أخطأ الفتى ) الفعلية في محل رفع خبر( إنَّ ) والتقدير( غيرُ مخطئٍ)
3- الجملة الواقعة خبراً لأفعال ناسخة (كان وأخواتها ) ومحلها النصبُ :
مثاله في قول عنترة العبسيِّ: لو كانَ يدْري ما المحاورةُ اشتكى ولكانَ لو عَلِمَ الكلامَ مُكلِّمي
جملة ( يدْري ما المحاورةُ ) الفعلية في محل نصب خبر (كان ) الناقصة والتقدير ( دارياً )
الثانية : الجملةُ الحال , و محلها النصبُ :
الجملة الحالية : هي التي تبيّينُ هيئة صاحبها , وصاحب الحال معرفةٌ أو نكرة مفسَّرة بمعرفةٍ . ( والجمل بعد المعارف أحوالٌ ) وتقترن بضمير يعود على صاحب الحال : ظاهراً أو مقدراً , كما تسبق (بواو) تسمَّى واوُ الحالِ وقد لا تتصل بها . الأمثلة :
- قال تعالى: (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ) (يوسف:16)
جملة ( يَبْكُونَ) الفعلية في محل نصب حال من الضمير ( جَاءُوا ) كما أنَّ الواو في فعل يبكون هو الضمير العائد على صاحب الحال والتقدير ( باكينَ )
- قال المتلمس الضُّبعيُّ: ما الليُوثِ وأنتَ جا معها برأيك لا تفرَّق
جملة ( وأنتَ جامعها ) في محل نصب حال , جاءت بعد واو الحال والتقدير ( مجموعةً )
الثالثة : الجملة الوقعة مفعولاً به : ومحلها النصبُ
ولهذه الجملة ثلاثة أبواب :
آ- المحكية بالقول : مثاله في الآية الكريمة : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1)
جملة ( أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) الفعلية في محل نصب مفعول به لفعل ( قُلْ)
والمحكية بحروف فعل قال كالمصدر واسم الفاعل ….. مثاله في بيت بشامة بن نهشل:
إنيِّ لمن معشرٍ أفنى أوائلهم قيلُ الكماةِ: ألا أينَ المحامونا
جملة (أين المحامونا) في محل نصب للمصدر ( قيل ) لما فيه من حروف القول
ب – المحكية بما يرادف القول في معناه مجرداً من حرف تفسيري :
قال تعالى : (وَاللَّهُ يَشْهَدُ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )(المنافقون: من الآية1)
فعل يَشْهَدُ بمعنى يقول ومرادفٌ له : وجملة (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) الفعلية في محل نصب لما فيه مرادفُ القول محكيةٌ به
ج – الجملة المنصوبة بفعل قلبي أو ما يقوم مقامه :
* قال النابغة الذبياني : كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا
جملة ( اصطنعتهم ) في محل نصب مفعول به ثاني لفعل ( أرى) وجملة ( أذنبوا ) في محل نصب مفعول به ثاني لفعل ( ترى)
الجملة الواقعة بعد ما يقوم مقام الفعل القلبي في قسمٍ استعطافي أو ( ليت ) شعري ومثاله :
نشدتك الله إلاَّ فَعَلْتَ والتقدير ( نشدتك الله فعلَهُ)
وقال مالك بن الرِّيُب : ألا ليت شعري هل أبيتَّن ليلةً بجنب الغضا أزجي القلاصَ النواجيا
جملة ( أبيتنَّ ليلةً ) الفعلية في محل نصبٍ مفعولٍ به للمصدر (شِعْر) القائم مكان فعلٍ قلبيٍّ بمعنى ( أعلم )
الرابعة : الجملة المضاف إليها ومحلها الجر
يأتي اسم الزمان أو اسم المكان مبهماً فيحتاج إلى اسم أو جملة تخصصه بالإضافة إليها وقولك ( متى ) كلمة غامضة وعندما تضيفه إلى الجملة مثلاً ( متى تزرنا نزرك ) خصص بزمن الزيارة . وكذلك ( أنَّى ) في جملة (أنَّى تذهبْ اذهبْ معك )حددت المكان المخصَّص الذهاب إليه.
واعلم أن أسماء الزمان والمكان تحتاج إلى مُتَعلَّقٍ
جملة الظرف الشَّرطي : (إذا - لمَّا )للشرط وهي غير جازمة ( متى – أيان – أينما – أنَّى ) للشرط الجازم وكل جملة مسبوقة بأحدها هي في محل جر مضافٍ إليها , الأمثلة :
قال تعالى : ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ )(المائدة: من الآية64) جملة ( أوقدوا ناراً للحرب ) الفعلية في محل جر مضاف إليها والتقديرُ (كلَّ إيقادٍ ) وهي جملة الظرف الشرطي (كلَّما )
كما تأتي الجملة مضافاً إليها بعد أسماء الظروف الأخرى غير الشرطية ( مُذْ – منذْ – يوم – حين ….. ) قال تعالى : ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)(المائدة: من الآية119)
والتقدير (هذا يومُ نفِع) فهي في محل جرٍّ بالإضافة .
الخامسة : جملة جواب الشرط الجازم المقترنة بالفاء أو إذا الفجائية :
ومحل هذه الجملة الجزم : والمحقَّق في جزمها أن تكون الأداة جازمة والأدوات الجازمة ( إن و إذ ما) وهما حرفان و( مَنْ – ما – ومهما –وكيفما و أيان وأينما – ومتى وأي ) والشرط الثاني اتصال جملة جوابها بالفاء أو إذا الفجائية فإذا لم يصلح فعل جواب الشرط لأن يكون مجزوماً عندها يحتاج إلى رابط وهو الفاء ومواضعها مجموعة في قول أحد النحاة : ( اسمية طلبيةٌ وبجامدٍ وبما وقد وبلا ولن وبالتسويفِ )
وإليك أمثلتها مع تخريجها وتقديرها :
قال تعالى : ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ)(الروم: من الآية36)
جملة هُمْ يَقْنَطُونَ) الاسمية في محل جزم لأنها جملة جواب الشرط الجازم المتصل بإذا الفجائية.
وقال تعالى فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (البقرة: من الآية185)
تلاحظ أن جواب الشرط جاء طلبياً متصلاً بالفاء فهي في محل جزم إذ لو جاء جواب الشرط فعلاً مضارعاً لكان هو المجزوم لا جملته .
السادسة : الجملة التابعة للمفردٍ:
الاصل في التابع لاسم متبوع أن يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا بحسب حركة الاسم المتبوع قبله فإذا كان التابع جملة لا اسما جاءت في موضعه وحلَّت محله في حركات الإعراب . والتابع هنا ثلاثة أبواب النَّعت أو الصفة والمعطوف بأحرف العطف والثالث البدلُ
الباب الأول : جملة الصفة أو النعت ولها فروعٌ:
الباب الأول : جملة الصفة أو النعت ولها فروعٌ:
1- الصفة لاسم منصوب : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ )(البقرة: من الآية281) جملة (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ) الفعلية في محل نصب لأنها صفة يوماً والتقدير ( يوماً مرجوعاً)
2- الصفة لاسم مرفوع : قال بدوي الجبل :
في مُقْلَتيكِ سماوات يهدهدها من أشقرِ النورِ أصْفاهُ وأ ع لاه
جملة( يهدهدها الفعلية في محل رفع لمنعوتٍ مرفوع( سماواتٌ ) والتقدير (سماواتٌ مهدُهدةٌ)
3-الصفة لاسم مجرور: قال الشاعر معروف الرصافي:
إنَّا لَمِنْ أمةٍ في عهد ِ نهضتها بالعلم والسيفِ قبلاً أنشأتْ دُوَلا
جملة ( أنشأتُ دولاً بالعلم والسيف) في محل خبر صفة ( لأمةٍ ) والتقدير ( أمةٍ منشئِةٍ )
الباب الثاني جملة العطف
وأحرف العطف: ( و – ف – ثم – بل – لكن – أو - لا – أم )
والمفرد المعطوف عليه يشبهُ الفِعل كالمشتقِّ والمصدرِ الصريح0
1- المعطوفةُ على اسم مرفوع ِ : فهي في محل رفع
قال تعالى : ( إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْث)(البقرة: من الآية71)
جملة تسقي الحرث في محل رفع لأنها معطوفة على( ذلول)
2- المعطوفة على اسم منصوبٍ ومحلها النصبُ :
قال الشاعر: يا عَمركِ الله إلا قلتِ صادقةً أصادقا وصف المجنونُ أم كَذَبا
جملة ( كذَبَا المجنون ) ُ الفعلية في محل نصب لأنَّها معطوفةٌ على ( صادقاً )
3-المعطوفة على اسم مجرور ومحلَّها الجرُّ :
قال تعالى: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً *فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً *فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) (العاديات 1 -4)
جملة فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً الفعلية في محل جر لأنها معطوفةٌ على ( المغيراتِ )
السابعة : التابعة لجملة لها محلٌ من الإعراب :
والإتباع في الجمل لا يكون إلا في بابي العطفِ والبدل فقط دون الصفةِ لأن الجملة لا توصف وإنما توصف الأسماء ومثله عطف البيانِ لا يكون إلا مفرداً0
آ- باب العطف:
تُعطفُ الجملةَ على الجملة بالحرف ِ فيكون محلُّها الإعرابيُّ تابعاً لما عُطِفَتْ عليه:
1-في محل رفع : إذا تمَّ العطف على جملة محلها الرفع: قال ابن حذيفة:
غريبٌ دعاه الشوقُ واقتاده الهوى كما قِيدَ عَوْذٌ بالزِّمامِ أديبَ
جملة ( اقتاده الهوى ) معطوفةٌ على جملة ( دعاه الشوق ) التي في محل رفع صفة ل ( غريب ) فهي مثلها في محل رفع 0
2-في محل نصب : إذا عُطِفَتْ على جملة تكون في محل نصب: وفي التـنـزيل:
( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً)(الكهف: من الآية42)
جملة يقول مع جملة المفعول به في محل نصب لأنها معطوفة على جملة ( يقلب كفيه ) التي هي في محل نصب خبر (أصبح) تابعة لها بالعطف0
3-في محل جر :إذا عطفت على جملة كانت في محل جر:
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ َ) (لأعراف:86)
جملة ( فَكَثَّرَكُمْ) الفعلية معطوفة على جملة ( كنتم قليلاً) الفعلية فهي مثلها في محل جر لأن جملة ( كنتم قليلاً) في محل جر بإضافة الظرف ( إذ ) إليها 0
4- في محل جزم : إذا عطفت على جملة في محل جزمٍ في قول طرفة بن العبد :
متى تأتني أص ب حك كأساً رويَّةً وإن كنتَ عنها ذا غِنىً فاغنِ وازددِ
جملة (ازدد ) في محل جزم بالعطف على جملة (أغن) التي هي في محل جزم لأنها جواب الشرط الجازم المتصل بالفاء فهي مثلها.
ب- باب البدل من جملة لها محل من الإعراب :
تتبدل الجملة من الجملة إذا كانت المبدلةُ أوْفى من الأولى دلالة على المراد من المعنى , فتكون تابعة لها في موقعها الإعرابيِّ. قال عبد الله بن الحُرِّ: متى تأتنا تلممْ بنا في ديارنا تجد حطباً جَزْلاً وناراً تأجَّجا
جملة ( تلمم بنا ) بدل من تأتي هي مثلها في محل جر وهي أيضاً أظهر وأوضح من ( تأتنا)
وقال عبد الله بن مسلم : إذْ لا يزالُ غزالٌ فيه يفتنُني يأتي إلى مسجدِ الأحزاب منتقبا
جملة (يأتي إلى مسجدِ الأحزاب ) بدل من جملة ( يفتنني ) فهي في محل نصب
وقد توسَّع النحاة في عدد هذه الجمل التي لها محل من الإعراب
الجملة الثامنة : جملة المبتدأ وهي في محل رفع : ومَثلُها
قال تعالى : ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة: من الآية6) والتقدير :إنذارك وعدمه سواءٌ.
الجملة التاسعة : جملة المستثنى بـ ( إلاَّ ) ومحلها النصب .
ولا تكون هذه الجملة إلا في استثناء منقطع ,لأن الجملة لا تكون جزءاً من مفردٍ فتثتثنى منه
قال تعالى : ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ* إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَر * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ) (الغاشية:22-24)
جملة ( إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَر * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ) في محل نصب على الاستثناء إذا اعتبرت (من ) مبتدأ خبره جملة يعذبه الله والفاء في ( يعذبهُ ) زائدة والتقدير ( غير ان الله يعذب من تولى ) وإلا فالجملة استئنافية و( من) منصوب على الاستثناء
الجملة العاشرة : جملة الفاعل لفعل مبنيٍّ للمعلوم ونائب الفاعل لفعل مبنيٍّ للمجهول :
قال تعالى : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ )(طـه: من الآية128) وقد أسند إليها الفعل يهدِ المَّتعلَّق عن الفاعل والتقدير يهد لهم إهلاكنُا. ومعنى ( م ع لق ) ممنوع عنه الفاعل .
ونائب الفاعل في قوله تعالى : ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَك ) (هود: من الآية44) جملة ابلعي في محل رفع نائب فاعل للفعل المبني للمجهول (قَيْلَ)
الجمل التي لا محل لها من الإعراب
الجمل التي لا تقع في محل إعرابي مفَسَّرٍ بمفرد مبدل عنها خالية من الإسناد , تسمى الجمل التي لا محل لها من الإعراب والغالب في عددها عند جمهور النحاة ( سبعٌ ) وبعضهم من أوصلها إلى أكثر من هذا العدد كما أن بعضهم الآخر رأى في تكوينها وتبويبها غير ما رأى الآخرون وهانحن نفرد القول فيها معتمدين على أشهر مؤلفات النحو العربي التي تناولت البحث في مجالها وأحكامها .
الأولى : الجملة الابتدائية والاستئنافية :
كل جملة تصدرتْ الكلام بالمبتدأ أو الفعل دون أن يربطها مع كلام سابقٍ إسنادٌ أو عاملةٌ يتسلَّط على المفردات . مثل هذه الجمل تسمى: الابتدائية وأدخلوا في هذا السياق الجملة الاستئنافية على اعتبار الاستئناف بدءً بعد وقوف ٍ
1-الابتدائية : قال عبد الباسط الصوفي : فاكهة ُ الصيفِ على شباكنا مُعلًّقة ْ
هذي سلالُ وردنا مضفورةٌ مزوَّقة ْ
عَّنا أحاديث الهوى يحكونها منمَّقةْ
الجمل السابقة المرموز تحتها بخط ابتدائية لا محلَّ لها من الاعراب
2- الجملة الاستئنافية : وهي في حكم الابتدائية لأنها اب ت داء بعد وقوف وقبلها كلامٌ تامٌّ وتتصدرها أحرف الاستئناف أو مجردة منها كما تأتي جواباً للاستفهام أو النداء .وأحرف الاستئناف هي نفسها الأحرف العاطفة . وإليك أمثلتها :
قال تعالى ( فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ )(العنكبوت: من الآية20)
و (ثم )حرف استئناف وجملة (اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
وقال وصفي القرنفلي :
أيُّها الشعبُ ثُرْ بجلادكَ الو غدِ وهيَّا نقُدُّ الإسارا
لن نكون العبيد إنَّا لنا الدنيا سنمضي في شوطها أحرارا
الجمل السابقة المرموز تحتها خط استئنافية لا محل لها من الاعراب , جملة ( ثُر بجلادك ) جواب النداء .وجملة( نقُّد الإسارا ) جواب الطلب لاسم الفعل ( هيًّا) وكذلك ( إنا لنا الدنيا ) وجملة (سنمضي ) التي خلت من تصدرها بأحد حروف الاستئناف كما أنَّ جملة ( لن نكون العبيد) ابتدائية
وفي الآية الكريمة قال تعالى: ( أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ) (مريم: من الآية66)
جملة ( أُخْرَجُ حَيّاً) الفعلية استئنافية لامحل لها من الإعراب وحقيقتها جواب للاستفهام
الجملة الثانية : الجملة الاعتراضيةُ : وهي الفاصلة بين مسندٍ ومسندٍ إليه متلازمين في المعنى وحذفها لا يغيِّرُ معنى الجملة وإنما إفادتها تحسين الكلام وتوضيح المعنى أو تأكيد الفكرة و كذلك لا تتأثر بأحد المتلازمين تأثيراً إعرابياً وأكثر ما تكون دعائية أو مقترنة بواو الاعتراض وهذا ما يجعلها تلتبس مع الجملة الحالية أو تكون جملة للق س م فتفيد التوكيد .
1- الجملة المعترضة بين المبتدأ والخبر : في قوله صلى الله عليه وسلم ( نحن - معاشرَ الأنبياء- لا نوَّرثُ ) جملة (معاشر الأنبياء ) وقعت بين مبتدأ ( نحْنُ) وجملة ( لا نورِّثُ) الخبرية وقد وقعت بينهما مفيد معنى الاختصاص
2- الواقعة بين ما يشبه المبتدأ والخبر كالأحرف النواسخ والأفعال الناسخة :
قالت الخنساء : كأنَّ عيني لذكراه – إذا خطرتْ- فيضٌ يسيل على الخدين مدرارُ
جملة إذا خطرتْ ) الفعلية الشرطية لا محل لها من الأعراب لأنها اعتراضية وقعت بين اسم كأنَّ وخبرها إفادتها التوضيح والتعليل لمشاعرها .والمقصود بالجملة الشرطية جملة الشرط ( إ ذا ) وجوابه المحذوف
3- الواقعة بين الفعل والفاعل اعتراضاً :
قال أمرؤ القيس : فلو أنَّما أسعى لأدنى معيشة كفاني – ولم أطلب – قليلٌ من المالِ
والتقدير كفاني قليل من المال فتكون جملة ( لم أطلب) معترضة بين الفعل والفاعل . فهي لامحل لها من الإعراب.
4- المعترضة بين الفعل والمفعول به :
في قول أبي النجم العجلي : وبَّدلت – والدهر ذو تبدُّلٍ هيفاً دبوراً بالصِّبا والشمألِ
والتقدير ( بَّدلت هيفاً) وعليه جملة (الدهر ذو تبدلٍ) اعتراضية لامحل لها من الإعراب
5- بين الفعل والمفعول المطلق أو نائب المفعول المطلق : قال أبو العلاء:
سر – إن استطعتَ - في الهواء رويداً لا اختيالاً على رفاة العباد
والتقدير ( سرْ رويداً في الهواء ) وما تحته خط جملة اعتراضية
6- الواقعة بين فعل الشرط و جوابه : في قول زهير بن أبي سلمى
سئمتُ تكاليف الحياة ومن يعشْ ثمانين حولاً - لا أبالك - يسأمِ
وتقديرها ( من يعش ثمانين حولاً يَسْأمْ) وجملة لا أبا لك دعائية اعتراضية
7- الواقعة بين الصفة وموصوفها :
في قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة: 75-76)
والتقدير (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ عَظِيمٌ )
8- الواقعة بين القسم وجوابه : في قول النابغة الذبياني
لعمري وما عمري عليَّ بهيِّن ٍ لقد نطقت بطلاً عليَّ الاقارعُ
الجملة الثالثة : جملة الصلة :
وتكون إ م ا صلة لاسم موصول أو حرف مصدري ويسمى الموصول الحرفي :
آ- صلة الاسم الموصول : والأسماء الموصولة (( الذي – التي- اللذين - اللتين –الذين – اللواتي – واللائي – ذو – أيٌّ -أيِّة – من – ما - ذا ))
قال الشاعر القروي : يا أنجم الوطن الزهر التي سطعت في جوِّ لبان للشعب الضليل هدىً
جملة سطعت الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة للاسم الموصول ( اللتي ) وفيها ضمير يعود على الاسم الموصول مقدرُ (هي )
ب – صلة الموصول الحرفي :
والموصولات الحرفية هي (( أنْ – لو –كي – ما – أنَّ المكف و فة) وتسمى الأحرف المصدرية وتؤول هذه الأحرف مع جملتها بمصدر , أما الجملة التي تأتي بعدها فلا محل لها من الإعراب .
الجملة الرابعة : الجملة التفسيرية :
ليس للجملة التفسيرية إسناد فهي متصلةٌ وتأتي كاشفة لمعنى جملة سابقة وموضحة لمعناها وتأتي مقترنة بأحد حرفي التفسير وهما ( أن – أي) أو مجردة منهما
آ- التفسيرية المقترنة بحرف تفسير : في قول الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنبٌ وتقلينني ولكن إياك ِ لا أقلي
و ( أي ) حرف تفسير وجملة ( أنت مذنب ) فسرت معنى الرمي بالطرف : وهو الغضب من ذنب , فهي اسمية لامحل لها من الاعراب
و( أن ْ ) التفسيرية حرف بمعنى ( أي ) وتتقدم عليها جملة تامة وما بعدها يفسِّر هذه الجملة
مثاله قوله تعالى (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا )(المؤمنون: من الآية27)
ويُلاحظُ أن الجملة المتقدمة عليها فيها معنى القول وجملة (اصْنَعِ الْفُلْكَ ) هي مفسرة لمعنى ( أوحينا) فهي المفسِّرة لامحل لها من الإعراب ولو لم يكن فيها حرفٌ تفسيري لكانت في محل نصبٍ مفعول به
ب- التفسيرية المجردة من حرف تفسير :
مثاله في قوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ)(آل عمران: من الآية59)
لأن جملة ( خلقه من تراب) مفسرة من حيث شأن آدم وعيسى عليهما السلام في الوجود خارقٌ للعادة التي يكون التوالد فيها من أبويين . وعلى كل حال فالجملة التفسيرية قد تؤول بأكثر من وجه ولذلك كثير الخلاف فيها .
الجملة الخامسة : جواب الشرط الجازم غير مقترن برابط أو الشرط غير الجازم :
أدوات الشرط الجازمة تؤثر في الأفعال الواقعة جواباً لها تأثيراً إعرابياً وتكون جملتها مهملة إذا لم تتصل بالفاء أو إذا الفجائية مثاله في قول معروف الرصافي :
إن قام للحرث ردَّ الأرض ممرعةً أو قام للحرب دكَّ السهل والجبلا
جملة (ردَّ الأرض ممرعةً) الفعلية وقعت جوابا لأداة الشرط الجازمة إن
و إذا لم يتصل فعل الشرط بأحد الرابطين الفاء أو إذا الفجائية فهي لا محل لها من الإعراب .
- و جملة الشرط غير الجازمة : وأدوات الشرط غير الجازمة ( لو –لولا – لمَّا ) وهي حروف و (كيف) اسم ولا تؤثر هذه الأدوات تأثيراً إعرابياً الفعل الواقع بعدها ولا على جوابها فتهملُ
مثاله في قول شفيق جبري
لو يُنشِدُ الدهر في أفراحنا مَلَأَتْ جوانب َ الدهر في البشرى الأناشيدُ
وجملة ( ملأت جوانب الدهر : وقعت جواباً للشرط ( لو ) غير الجازمة فهي لامحل لها من الإعراب
وقد تحذف جملة جواب الشرط فتقدر تقديراً في المعنى والإعراب 0
قال خليل مطران : ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أن َّ في هذي الجموع رجالاً
جملة جواب الشرط محذوفة لسبقها بما يشعر بها والتقدير : لو أن في هذي الجموع رجالاً ما كانت ترفع سترها فالجملة المحذوفة ، لامحل لها من الإعراب 0
وجملة جواب الطلب كجملة جواب الشرط المهملة لأن َّ ها في حقيقتها جملة جواب لشرط محذوف مقدر0
مثاله في قول المتنبي:
ذرِ النفس تأخذ وسعها قبل بينها فمفترقٌ جاران دارهما العُمر
جملة ( تأخذ وسعها ) الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب الطلب (ذر) كأنهم قدروا : ( إن تذرها تأخذ وسعها ) وعليه لامحل لها من الإعراب0
الجملة السادسة: المجاب بها القسم ( جواب القسم ) :
ويكون القسم : بفعل القسم ، أو ما يقوم مقامه أو ما يشعر به أو ب اسمٍ من أسمائه أو حرفٍ من حروفه : ( الواو والباء والتاء ) 0 ولا بد من جملة يجاب بها 0 وقد يحذف القسم ، ويقدر تقديرا 0
قال الياس فرحات :
أغر ِّ ب خلف الرزق وهو مشِّرق وأقسم لو شر ِّ قت راح يغرِّبُ
جاء القسم فعلاً: ( أقسم ) وجملة ( راح يغرب ) جوابه فهي مهملة لا محل لها من الإعراب ، وقد سبق القسم والشرط ( لو ) فكان الجواب له والقاعدة إذا اجتمع الشرط والقسم فالجواب للأسبق منهما )
أما جواب الشرط ( لو) فقد ناب عنه جواب القسم السابق عليه 0
وقال طرفة بن العبد:
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطِّوَلِ المرخى وثنياه بالبيد
وقول النابغة الذبياني :
لعمري -وما عمري عليّ بهينٍ- لقد نطقت بطلاً عليّ الأقارعُ
فالجملة الأولى التي وقعت جواباً للقسم هي ( إن الموت ما أخطأ الفتى ) والثانية : ( لقد نطقت بطلاً ) :لامحل لها من الإعراب لأنها جواب القسم المذكور 0
ومن القسم بالأحرف في قوله تعالى : ) وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) النجم (1-2)
وجملة ما ضل الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم ومتعلق الجار والمجرور ( والنجم ) هو فعل القسم ( أحلف ) المحذوف.
وأما الآية الكريمة : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
القسم وما يشعر به محذوفان وجوابه (لَنَهْدِيَنَّهُمْ) والدليل اللام الواقعة في جوابه ونون التوكيد المتصلة بالمضارع وجوباً 0
الجملة السابعة : الجملة التابعةُ : التابع في الجمل لا يكون إلا بالعطف والبدل ، أما غيرهما يختص في المفردات والجملة التابعة لجملة لامحل لها من الإعراب تكون مثلها :
- البدل الجملة، من المبدل منه الجملة :
في قوله تعالى (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ*أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) (الشعراء:132-133)
جملة ( تعلمون ) صلة الموصول الاسمي لا محل لها من الإعراب وجملة ( أمدكم بأموال وبنين ) بدل منها ، وهي أوفى منها معنىً ، بدل ٌمنها0 ومثلها لا محل لها من الإعراب
2- العطف بالحروف العاطفة: قال نزار قباني يتغنى بدمشق :
يا دمشقُ البسي دموعي سواراً وتمَنَّي فكلُّ جرح يهون ُ
( جملة البسي دموعي سواراً ) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب النداء مستأنفة وجملة ( تمنى ) الفعلية مثلها لا محل لها من الإعراب لأنها معطوفة
أولاً: تعريف الجملة : هي انضمامُ مجموعة من الكلمات في نسق أو نظامٍ خاص لتؤُدي معنىً تاماً .
ثانياً: أقسام الجملة :
1- الجملة الفعلية : أساسها الفعل التامُّ أو الناقِصُ في صِيَغِهِ الثلاث (الماضي – المضارعُ – الأمرُ ) سواء كانت الأفعال لازمةً أو متعديةً ,مجردةً أو مزيدةً , صحيحة أو معتلة , ثلاثية أو رباعية .
قال أبو فراس الحمداني : سَيَذْكُرني قومي إذا جَدَّ جِدُّهُمُ وفي اللَّيلةِ الَّظلماءِ يُفْتَقَدُ البَدرُ
فما رمز إليه بخط تحته جملٌ فعلية تألفت من الفعل وتوابعه التي هي ( الفاعل – المفعول به – الجار والمجرور – وغير ذلك) مما هو مكمل للمعنى .
2 - الجملة الاسمية: أساسها اسمٌ نبدأ به الكلام , ويرادُ الإخبار عنه , وآخرُ أو ما يقومُ مكانه نخبرُ به ويسمَّى الأول مبتدأ ويسمًّى الاسم الذي نخبر به الخبرَ , وقد تكون مما أصلهُ مبتدأ و خبرٌ وهي الداخلُ عليها حرفٌ ناسِخٌ .( إنَّ ) أو أحدُ أخواتها مثالها في قول أبي فراس الحمداني :
و نحنُ أناسٌ لا توسُّطَ بيننا لنا الصدرُ دونَ العالمينَ أو القبرُ
الجمل التي رمز إليها بخط كلها جملٌ اسميةٌ.
ثالثاً : الجُملُ المعربَةُ :
الجملة المعربة هي التي يمكن إبدالها بكلمة واحدة تنوب عنها دون أن يتغَّيَّر معنى الجملة فيكون المفرد المبدل عن الجملة مرفوعاً أو منصوباً أو مجروراً وعندها يَصِحُّ أ، تأخذ الجملة محلها الإعرابيَّ وقد حصَرها كثيرٌ من علماء النحو القدامى بسبع جمل معربة وبعضهم أوصلها إلى أكثر وهناك خلافٌ أيضاً في معانيها دون أنْ يكون لهذا الاعتبار تأثرٌ في استخدامها وفي إعرابها , وإليك هذه الجملُ المعربة في فصائل سبعٍ مع تفريعاتِ كلُّ جملةٍ منها مشفوعة بالأمثلة :
الأولى: الجملةُ الخبريَّةُ :
1- الواقعة في محل رفع إذا كانت خبراً لمبتدأ .
مثالها في الآيــة الكريمة (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ )(يوسف: من الآية3)
جملة نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ ( نحن ) والتقدير ( نحن قاصُّونَ )
2- الواقعة خبراً للأحرف النواسخِ ( إنَّ أو إحدى أخواتها ) ومحلها الرفعُ :
قال طرفة بن العبد : لَعَمْرُك إنَّ الموتَ ما أخطأ الفتى لك لطِّوَلِ المُرْخَى وثنْياهُ باليدِ
جملة (ما أخطأ الفتى ) الفعلية في محل رفع خبر( إنَّ ) والتقدير( غيرُ مخطئٍ)
3- الجملة الواقعة خبراً لأفعال ناسخة (كان وأخواتها ) ومحلها النصبُ :
مثاله في قول عنترة العبسيِّ: لو كانَ يدْري ما المحاورةُ اشتكى ولكانَ لو عَلِمَ الكلامَ مُكلِّمي
جملة ( يدْري ما المحاورةُ ) الفعلية في محل نصب خبر (كان ) الناقصة والتقدير ( دارياً )
الثانية : الجملةُ الحال , و محلها النصبُ :
الجملة الحالية : هي التي تبيّينُ هيئة صاحبها , وصاحب الحال معرفةٌ أو نكرة مفسَّرة بمعرفةٍ . ( والجمل بعد المعارف أحوالٌ ) وتقترن بضمير يعود على صاحب الحال : ظاهراً أو مقدراً , كما تسبق (بواو) تسمَّى واوُ الحالِ وقد لا تتصل بها . الأمثلة :
- قال تعالى: (وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ) (يوسف:16)
جملة ( يَبْكُونَ) الفعلية في محل نصب حال من الضمير ( جَاءُوا ) كما أنَّ الواو في فعل يبكون هو الضمير العائد على صاحب الحال والتقدير ( باكينَ )
- قال المتلمس الضُّبعيُّ: ما الليُوثِ وأنتَ جا معها برأيك لا تفرَّق
جملة ( وأنتَ جامعها ) في محل نصب حال , جاءت بعد واو الحال والتقدير ( مجموعةً )
الثالثة : الجملة الوقعة مفعولاً به : ومحلها النصبُ
ولهذه الجملة ثلاثة أبواب :
آ- المحكية بالقول : مثاله في الآية الكريمة : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) (الناس:1)
جملة ( أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) الفعلية في محل نصب مفعول به لفعل ( قُلْ)
والمحكية بحروف فعل قال كالمصدر واسم الفاعل ….. مثاله في بيت بشامة بن نهشل:
إنيِّ لمن معشرٍ أفنى أوائلهم قيلُ الكماةِ: ألا أينَ المحامونا
جملة (أين المحامونا) في محل نصب للمصدر ( قيل ) لما فيه من حروف القول
ب – المحكية بما يرادف القول في معناه مجرداً من حرف تفسيري :
قال تعالى : (وَاللَّهُ يَشْهَدُ : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )(المنافقون: من الآية1)
فعل يَشْهَدُ بمعنى يقول ومرادفٌ له : وجملة (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) الفعلية في محل نصب لما فيه مرادفُ القول محكيةٌ به
ج – الجملة المنصوبة بفعل قلبي أو ما يقوم مقامه :
* قال النابغة الذبياني : كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا
جملة ( اصطنعتهم ) في محل نصب مفعول به ثاني لفعل ( أرى) وجملة ( أذنبوا ) في محل نصب مفعول به ثاني لفعل ( ترى)
الجملة الواقعة بعد ما يقوم مقام الفعل القلبي في قسمٍ استعطافي أو ( ليت ) شعري ومثاله :
نشدتك الله إلاَّ فَعَلْتَ والتقدير ( نشدتك الله فعلَهُ)
وقال مالك بن الرِّيُب : ألا ليت شعري هل أبيتَّن ليلةً بجنب الغضا أزجي القلاصَ النواجيا
جملة ( أبيتنَّ ليلةً ) الفعلية في محل نصبٍ مفعولٍ به للمصدر (شِعْر) القائم مكان فعلٍ قلبيٍّ بمعنى ( أعلم )
الرابعة : الجملة المضاف إليها ومحلها الجر
يأتي اسم الزمان أو اسم المكان مبهماً فيحتاج إلى اسم أو جملة تخصصه بالإضافة إليها وقولك ( متى ) كلمة غامضة وعندما تضيفه إلى الجملة مثلاً ( متى تزرنا نزرك ) خصص بزمن الزيارة . وكذلك ( أنَّى ) في جملة (أنَّى تذهبْ اذهبْ معك )حددت المكان المخصَّص الذهاب إليه.
واعلم أن أسماء الزمان والمكان تحتاج إلى مُتَعلَّقٍ
جملة الظرف الشَّرطي : (إذا - لمَّا )للشرط وهي غير جازمة ( متى – أيان – أينما – أنَّى ) للشرط الجازم وكل جملة مسبوقة بأحدها هي في محل جر مضافٍ إليها , الأمثلة :
قال تعالى : ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ )(المائدة: من الآية64) جملة ( أوقدوا ناراً للحرب ) الفعلية في محل جر مضاف إليها والتقديرُ (كلَّ إيقادٍ ) وهي جملة الظرف الشرطي (كلَّما )
كما تأتي الجملة مضافاً إليها بعد أسماء الظروف الأخرى غير الشرطية ( مُذْ – منذْ – يوم – حين ….. ) قال تعالى : ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)(المائدة: من الآية119)
والتقدير (هذا يومُ نفِع) فهي في محل جرٍّ بالإضافة .
الخامسة : جملة جواب الشرط الجازم المقترنة بالفاء أو إذا الفجائية :
ومحل هذه الجملة الجزم : والمحقَّق في جزمها أن تكون الأداة جازمة والأدوات الجازمة ( إن و إذ ما) وهما حرفان و( مَنْ – ما – ومهما –وكيفما و أيان وأينما – ومتى وأي ) والشرط الثاني اتصال جملة جوابها بالفاء أو إذا الفجائية فإذا لم يصلح فعل جواب الشرط لأن يكون مجزوماً عندها يحتاج إلى رابط وهو الفاء ومواضعها مجموعة في قول أحد النحاة : ( اسمية طلبيةٌ وبجامدٍ وبما وقد وبلا ولن وبالتسويفِ )
وإليك أمثلتها مع تخريجها وتقديرها :
قال تعالى : ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ)(الروم: من الآية36)
جملة هُمْ يَقْنَطُونَ) الاسمية في محل جزم لأنها جملة جواب الشرط الجازم المتصل بإذا الفجائية.
وقال تعالى فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) (البقرة: من الآية185)
تلاحظ أن جواب الشرط جاء طلبياً متصلاً بالفاء فهي في محل جزم إذ لو جاء جواب الشرط فعلاً مضارعاً لكان هو المجزوم لا جملته .
السادسة : الجملة التابعة للمفردٍ:
الاصل في التابع لاسم متبوع أن يكون مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا بحسب حركة الاسم المتبوع قبله فإذا كان التابع جملة لا اسما جاءت في موضعه وحلَّت محله في حركات الإعراب . والتابع هنا ثلاثة أبواب النَّعت أو الصفة والمعطوف بأحرف العطف والثالث البدلُ
الباب الأول : جملة الصفة أو النعت ولها فروعٌ:
الباب الأول : جملة الصفة أو النعت ولها فروعٌ:
1- الصفة لاسم منصوب : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ )(البقرة: من الآية281) جملة (تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ) الفعلية في محل نصب لأنها صفة يوماً والتقدير ( يوماً مرجوعاً)
2- الصفة لاسم مرفوع : قال بدوي الجبل :
في مُقْلَتيكِ سماوات يهدهدها من أشقرِ النورِ أصْفاهُ وأ ع لاه
جملة( يهدهدها الفعلية في محل رفع لمنعوتٍ مرفوع( سماواتٌ ) والتقدير (سماواتٌ مهدُهدةٌ)
3-الصفة لاسم مجرور: قال الشاعر معروف الرصافي:
إنَّا لَمِنْ أمةٍ في عهد ِ نهضتها بالعلم والسيفِ قبلاً أنشأتْ دُوَلا
جملة ( أنشأتُ دولاً بالعلم والسيف) في محل خبر صفة ( لأمةٍ ) والتقدير ( أمةٍ منشئِةٍ )
الباب الثاني جملة العطف
وأحرف العطف: ( و – ف – ثم – بل – لكن – أو - لا – أم )
والمفرد المعطوف عليه يشبهُ الفِعل كالمشتقِّ والمصدرِ الصريح0
1- المعطوفةُ على اسم مرفوع ِ : فهي في محل رفع
قال تعالى : ( إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْث)(البقرة: من الآية71)
جملة تسقي الحرث في محل رفع لأنها معطوفة على( ذلول)
2- المعطوفة على اسم منصوبٍ ومحلها النصبُ :
قال الشاعر: يا عَمركِ الله إلا قلتِ صادقةً أصادقا وصف المجنونُ أم كَذَبا
جملة ( كذَبَا المجنون ) ُ الفعلية في محل نصب لأنَّها معطوفةٌ على ( صادقاً )
3-المعطوفة على اسم مجرور ومحلَّها الجرُّ :
قال تعالى: وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً *فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً *فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) (العاديات 1 -4)
جملة فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً الفعلية في محل جر لأنها معطوفةٌ على ( المغيراتِ )
السابعة : التابعة لجملة لها محلٌ من الإعراب :
والإتباع في الجمل لا يكون إلا في بابي العطفِ والبدل فقط دون الصفةِ لأن الجملة لا توصف وإنما توصف الأسماء ومثله عطف البيانِ لا يكون إلا مفرداً0
آ- باب العطف:
تُعطفُ الجملةَ على الجملة بالحرف ِ فيكون محلُّها الإعرابيُّ تابعاً لما عُطِفَتْ عليه:
1-في محل رفع : إذا تمَّ العطف على جملة محلها الرفع: قال ابن حذيفة:
غريبٌ دعاه الشوقُ واقتاده الهوى كما قِيدَ عَوْذٌ بالزِّمامِ أديبَ
جملة ( اقتاده الهوى ) معطوفةٌ على جملة ( دعاه الشوق ) التي في محل رفع صفة ل ( غريب ) فهي مثلها في محل رفع 0
2-في محل نصب : إذا عُطِفَتْ على جملة تكون في محل نصب: وفي التـنـزيل:
( فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً)(الكهف: من الآية42)
جملة يقول مع جملة المفعول به في محل نصب لأنها معطوفة على جملة ( يقلب كفيه ) التي هي في محل نصب خبر (أصبح) تابعة لها بالعطف0
3-في محل جر :إذا عطفت على جملة كانت في محل جر:
قال تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ َ) (لأعراف:86)
جملة ( فَكَثَّرَكُمْ) الفعلية معطوفة على جملة ( كنتم قليلاً) الفعلية فهي مثلها في محل جر لأن جملة ( كنتم قليلاً) في محل جر بإضافة الظرف ( إذ ) إليها 0
4- في محل جزم : إذا عطفت على جملة في محل جزمٍ في قول طرفة بن العبد :
متى تأتني أص ب حك كأساً رويَّةً وإن كنتَ عنها ذا غِنىً فاغنِ وازددِ
جملة (ازدد ) في محل جزم بالعطف على جملة (أغن) التي هي في محل جزم لأنها جواب الشرط الجازم المتصل بالفاء فهي مثلها.
ب- باب البدل من جملة لها محل من الإعراب :
تتبدل الجملة من الجملة إذا كانت المبدلةُ أوْفى من الأولى دلالة على المراد من المعنى , فتكون تابعة لها في موقعها الإعرابيِّ. قال عبد الله بن الحُرِّ: متى تأتنا تلممْ بنا في ديارنا تجد حطباً جَزْلاً وناراً تأجَّجا
جملة ( تلمم بنا ) بدل من تأتي هي مثلها في محل جر وهي أيضاً أظهر وأوضح من ( تأتنا)
وقال عبد الله بن مسلم : إذْ لا يزالُ غزالٌ فيه يفتنُني يأتي إلى مسجدِ الأحزاب منتقبا
جملة (يأتي إلى مسجدِ الأحزاب ) بدل من جملة ( يفتنني ) فهي في محل نصب
وقد توسَّع النحاة في عدد هذه الجمل التي لها محل من الإعراب
الجملة الثامنة : جملة المبتدأ وهي في محل رفع : ومَثلُها
قال تعالى : ( سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (البقرة: من الآية6) والتقدير :إنذارك وعدمه سواءٌ.
الجملة التاسعة : جملة المستثنى بـ ( إلاَّ ) ومحلها النصب .
ولا تكون هذه الجملة إلا في استثناء منقطع ,لأن الجملة لا تكون جزءاً من مفردٍ فتثتثنى منه
قال تعالى : ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ* إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَر * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ) (الغاشية:22-24)
جملة ( إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَر * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ) في محل نصب على الاستثناء إذا اعتبرت (من ) مبتدأ خبره جملة يعذبه الله والفاء في ( يعذبهُ ) زائدة والتقدير ( غير ان الله يعذب من تولى ) وإلا فالجملة استئنافية و( من) منصوب على الاستثناء
الجملة العاشرة : جملة الفاعل لفعل مبنيٍّ للمعلوم ونائب الفاعل لفعل مبنيٍّ للمجهول :
قال تعالى : (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ )(طـه: من الآية128) وقد أسند إليها الفعل يهدِ المَّتعلَّق عن الفاعل والتقدير يهد لهم إهلاكنُا. ومعنى ( م ع لق ) ممنوع عنه الفاعل .
ونائب الفاعل في قوله تعالى : ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَك ) (هود: من الآية44) جملة ابلعي في محل رفع نائب فاعل للفعل المبني للمجهول (قَيْلَ)
الجمل التي لا محل لها من الإعراب
الجمل التي لا تقع في محل إعرابي مفَسَّرٍ بمفرد مبدل عنها خالية من الإسناد , تسمى الجمل التي لا محل لها من الإعراب والغالب في عددها عند جمهور النحاة ( سبعٌ ) وبعضهم من أوصلها إلى أكثر من هذا العدد كما أن بعضهم الآخر رأى في تكوينها وتبويبها غير ما رأى الآخرون وهانحن نفرد القول فيها معتمدين على أشهر مؤلفات النحو العربي التي تناولت البحث في مجالها وأحكامها .
الأولى : الجملة الابتدائية والاستئنافية :
كل جملة تصدرتْ الكلام بالمبتدأ أو الفعل دون أن يربطها مع كلام سابقٍ إسنادٌ أو عاملةٌ يتسلَّط على المفردات . مثل هذه الجمل تسمى: الابتدائية وأدخلوا في هذا السياق الجملة الاستئنافية على اعتبار الاستئناف بدءً بعد وقوف ٍ
1-الابتدائية : قال عبد الباسط الصوفي : فاكهة ُ الصيفِ على شباكنا مُعلًّقة ْ
هذي سلالُ وردنا مضفورةٌ مزوَّقة ْ
عَّنا أحاديث الهوى يحكونها منمَّقةْ
الجمل السابقة المرموز تحتها بخط ابتدائية لا محلَّ لها من الاعراب
2- الجملة الاستئنافية : وهي في حكم الابتدائية لأنها اب ت داء بعد وقوف وقبلها كلامٌ تامٌّ وتتصدرها أحرف الاستئناف أو مجردة منها كما تأتي جواباً للاستفهام أو النداء .وأحرف الاستئناف هي نفسها الأحرف العاطفة . وإليك أمثلتها :
قال تعالى ( فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ )(العنكبوت: من الآية20)
و (ثم )حرف استئناف وجملة (اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ) الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
وقال وصفي القرنفلي :
أيُّها الشعبُ ثُرْ بجلادكَ الو غدِ وهيَّا نقُدُّ الإسارا
لن نكون العبيد إنَّا لنا الدنيا سنمضي في شوطها أحرارا
الجمل السابقة المرموز تحتها خط استئنافية لا محل لها من الاعراب , جملة ( ثُر بجلادك ) جواب النداء .وجملة( نقُّد الإسارا ) جواب الطلب لاسم الفعل ( هيًّا) وكذلك ( إنا لنا الدنيا ) وجملة (سنمضي ) التي خلت من تصدرها بأحد حروف الاستئناف كما أنَّ جملة ( لن نكون العبيد) ابتدائية
وفي الآية الكريمة قال تعالى: ( أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ) (مريم: من الآية66)
جملة ( أُخْرَجُ حَيّاً) الفعلية استئنافية لامحل لها من الإعراب وحقيقتها جواب للاستفهام
الجملة الثانية : الجملة الاعتراضيةُ : وهي الفاصلة بين مسندٍ ومسندٍ إليه متلازمين في المعنى وحذفها لا يغيِّرُ معنى الجملة وإنما إفادتها تحسين الكلام وتوضيح المعنى أو تأكيد الفكرة و كذلك لا تتأثر بأحد المتلازمين تأثيراً إعرابياً وأكثر ما تكون دعائية أو مقترنة بواو الاعتراض وهذا ما يجعلها تلتبس مع الجملة الحالية أو تكون جملة للق س م فتفيد التوكيد .
1- الجملة المعترضة بين المبتدأ والخبر : في قوله صلى الله عليه وسلم ( نحن - معاشرَ الأنبياء- لا نوَّرثُ ) جملة (معاشر الأنبياء ) وقعت بين مبتدأ ( نحْنُ) وجملة ( لا نورِّثُ) الخبرية وقد وقعت بينهما مفيد معنى الاختصاص
2- الواقعة بين ما يشبه المبتدأ والخبر كالأحرف النواسخ والأفعال الناسخة :
قالت الخنساء : كأنَّ عيني لذكراه – إذا خطرتْ- فيضٌ يسيل على الخدين مدرارُ
جملة إذا خطرتْ ) الفعلية الشرطية لا محل لها من الأعراب لأنها اعتراضية وقعت بين اسم كأنَّ وخبرها إفادتها التوضيح والتعليل لمشاعرها .والمقصود بالجملة الشرطية جملة الشرط ( إ ذا ) وجوابه المحذوف
3- الواقعة بين الفعل والفاعل اعتراضاً :
قال أمرؤ القيس : فلو أنَّما أسعى لأدنى معيشة كفاني – ولم أطلب – قليلٌ من المالِ
والتقدير كفاني قليل من المال فتكون جملة ( لم أطلب) معترضة بين الفعل والفاعل . فهي لامحل لها من الإعراب.
4- المعترضة بين الفعل والمفعول به :
في قول أبي النجم العجلي : وبَّدلت – والدهر ذو تبدُّلٍ هيفاً دبوراً بالصِّبا والشمألِ
والتقدير ( بَّدلت هيفاً) وعليه جملة (الدهر ذو تبدلٍ) اعتراضية لامحل لها من الإعراب
5- بين الفعل والمفعول المطلق أو نائب المفعول المطلق : قال أبو العلاء:
سر – إن استطعتَ - في الهواء رويداً لا اختيالاً على رفاة العباد
والتقدير ( سرْ رويداً في الهواء ) وما تحته خط جملة اعتراضية
6- الواقعة بين فعل الشرط و جوابه : في قول زهير بن أبي سلمى
سئمتُ تكاليف الحياة ومن يعشْ ثمانين حولاً - لا أبالك - يسأمِ
وتقديرها ( من يعش ثمانين حولاً يَسْأمْ) وجملة لا أبا لك دعائية اعتراضية
7- الواقعة بين الصفة وموصوفها :
في قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة: 75-76)
والتقدير (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ عَظِيمٌ )
8- الواقعة بين القسم وجوابه : في قول النابغة الذبياني
لعمري وما عمري عليَّ بهيِّن ٍ لقد نطقت بطلاً عليَّ الاقارعُ
الجملة الثالثة : جملة الصلة :
وتكون إ م ا صلة لاسم موصول أو حرف مصدري ويسمى الموصول الحرفي :
آ- صلة الاسم الموصول : والأسماء الموصولة (( الذي – التي- اللذين - اللتين –الذين – اللواتي – واللائي – ذو – أيٌّ -أيِّة – من – ما - ذا ))
قال الشاعر القروي : يا أنجم الوطن الزهر التي سطعت في جوِّ لبان للشعب الضليل هدىً
جملة سطعت الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة للاسم الموصول ( اللتي ) وفيها ضمير يعود على الاسم الموصول مقدرُ (هي )
ب – صلة الموصول الحرفي :
والموصولات الحرفية هي (( أنْ – لو –كي – ما – أنَّ المكف و فة) وتسمى الأحرف المصدرية وتؤول هذه الأحرف مع جملتها بمصدر , أما الجملة التي تأتي بعدها فلا محل لها من الإعراب .
الجملة الرابعة : الجملة التفسيرية :
ليس للجملة التفسيرية إسناد فهي متصلةٌ وتأتي كاشفة لمعنى جملة سابقة وموضحة لمعناها وتأتي مقترنة بأحد حرفي التفسير وهما ( أن – أي) أو مجردة منهما
آ- التفسيرية المقترنة بحرف تفسير : في قول الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنبٌ وتقلينني ولكن إياك ِ لا أقلي
و ( أي ) حرف تفسير وجملة ( أنت مذنب ) فسرت معنى الرمي بالطرف : وهو الغضب من ذنب , فهي اسمية لامحل لها من الاعراب
و( أن ْ ) التفسيرية حرف بمعنى ( أي ) وتتقدم عليها جملة تامة وما بعدها يفسِّر هذه الجملة
مثاله قوله تعالى (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا )(المؤمنون: من الآية27)
ويُلاحظُ أن الجملة المتقدمة عليها فيها معنى القول وجملة (اصْنَعِ الْفُلْكَ ) هي مفسرة لمعنى ( أوحينا) فهي المفسِّرة لامحل لها من الإعراب ولو لم يكن فيها حرفٌ تفسيري لكانت في محل نصبٍ مفعول به
ب- التفسيرية المجردة من حرف تفسير :
مثاله في قوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ)(آل عمران: من الآية59)
لأن جملة ( خلقه من تراب) مفسرة من حيث شأن آدم وعيسى عليهما السلام في الوجود خارقٌ للعادة التي يكون التوالد فيها من أبويين . وعلى كل حال فالجملة التفسيرية قد تؤول بأكثر من وجه ولذلك كثير الخلاف فيها .
الجملة الخامسة : جواب الشرط الجازم غير مقترن برابط أو الشرط غير الجازم :
أدوات الشرط الجازمة تؤثر في الأفعال الواقعة جواباً لها تأثيراً إعرابياً وتكون جملتها مهملة إذا لم تتصل بالفاء أو إذا الفجائية مثاله في قول معروف الرصافي :
إن قام للحرث ردَّ الأرض ممرعةً أو قام للحرب دكَّ السهل والجبلا
جملة (ردَّ الأرض ممرعةً) الفعلية وقعت جوابا لأداة الشرط الجازمة إن
و إذا لم يتصل فعل الشرط بأحد الرابطين الفاء أو إذا الفجائية فهي لا محل لها من الإعراب .
- و جملة الشرط غير الجازمة : وأدوات الشرط غير الجازمة ( لو –لولا – لمَّا ) وهي حروف و (كيف) اسم ولا تؤثر هذه الأدوات تأثيراً إعرابياً الفعل الواقع بعدها ولا على جوابها فتهملُ
مثاله في قول شفيق جبري
لو يُنشِدُ الدهر في أفراحنا مَلَأَتْ جوانب َ الدهر في البشرى الأناشيدُ
وجملة ( ملأت جوانب الدهر : وقعت جواباً للشرط ( لو ) غير الجازمة فهي لامحل لها من الإعراب
وقد تحذف جملة جواب الشرط فتقدر تقديراً في المعنى والإعراب 0
قال خليل مطران : ما كانت الحسناء ترفع سترها لو أن َّ في هذي الجموع رجالاً
جملة جواب الشرط محذوفة لسبقها بما يشعر بها والتقدير : لو أن في هذي الجموع رجالاً ما كانت ترفع سترها فالجملة المحذوفة ، لامحل لها من الإعراب 0
وجملة جواب الطلب كجملة جواب الشرط المهملة لأن َّ ها في حقيقتها جملة جواب لشرط محذوف مقدر0
مثاله في قول المتنبي:
ذرِ النفس تأخذ وسعها قبل بينها فمفترقٌ جاران دارهما العُمر
جملة ( تأخذ وسعها ) الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب الطلب (ذر) كأنهم قدروا : ( إن تذرها تأخذ وسعها ) وعليه لامحل لها من الإعراب0
الجملة السادسة: المجاب بها القسم ( جواب القسم ) :
ويكون القسم : بفعل القسم ، أو ما يقوم مقامه أو ما يشعر به أو ب اسمٍ من أسمائه أو حرفٍ من حروفه : ( الواو والباء والتاء ) 0 ولا بد من جملة يجاب بها 0 وقد يحذف القسم ، ويقدر تقديرا 0
قال الياس فرحات :
أغر ِّ ب خلف الرزق وهو مشِّرق وأقسم لو شر ِّ قت راح يغرِّبُ
جاء القسم فعلاً: ( أقسم ) وجملة ( راح يغرب ) جوابه فهي مهملة لا محل لها من الإعراب ، وقد سبق القسم والشرط ( لو ) فكان الجواب له والقاعدة إذا اجتمع الشرط والقسم فالجواب للأسبق منهما )
أما جواب الشرط ( لو) فقد ناب عنه جواب القسم السابق عليه 0
وقال طرفة بن العبد:
لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى لكالطِّوَلِ المرخى وثنياه بالبيد
وقول النابغة الذبياني :
لعمري -وما عمري عليّ بهينٍ- لقد نطقت بطلاً عليّ الأقارعُ
فالجملة الأولى التي وقعت جواباً للقسم هي ( إن الموت ما أخطأ الفتى ) والثانية : ( لقد نطقت بطلاً ) :لامحل لها من الإعراب لأنها جواب القسم المذكور 0
ومن القسم بالأحرف في قوله تعالى : ) وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) النجم (1-2)
وجملة ما ضل الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم ومتعلق الجار والمجرور ( والنجم ) هو فعل القسم ( أحلف ) المحذوف.
وأما الآية الكريمة : وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
القسم وما يشعر به محذوفان وجوابه (لَنَهْدِيَنَّهُمْ) والدليل اللام الواقعة في جوابه ونون التوكيد المتصلة بالمضارع وجوباً 0
الجملة السابعة : الجملة التابعةُ : التابع في الجمل لا يكون إلا بالعطف والبدل ، أما غيرهما يختص في المفردات والجملة التابعة لجملة لامحل لها من الإعراب تكون مثلها :
- البدل الجملة، من المبدل منه الجملة :
في قوله تعالى (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ*أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ) (الشعراء:132-133)
جملة ( تعلمون ) صلة الموصول الاسمي لا محل لها من الإعراب وجملة ( أمدكم بأموال وبنين ) بدل منها ، وهي أوفى منها معنىً ، بدل ٌمنها0 ومثلها لا محل لها من الإعراب
2- العطف بالحروف العاطفة: قال نزار قباني يتغنى بدمشق :
يا دمشقُ البسي دموعي سواراً وتمَنَّي فكلُّ جرح يهون ُ
( جملة البسي دموعي سواراً ) لا محل لها من الإعراب لأنها جواب النداء مستأنفة وجملة ( تمنى ) الفعلية مثلها لا محل لها من الإعراب لأنها معطوفة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى