كلمة جاهزة لافتتاح السنة الدراسية

[rtl]نص الكلمة :[/rtl]
[rtl]
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم..[/rtl]
[rtl]قال أحد الحكماء عليكم ان تسعوا الى أن تكونوا علماء و ان لم تستطيعوا فطلاب علم و لا خيار آخر خير هذا الخيارين فلنكن دائما طلاب علم.[/rtl]
[rtl]مبارك عليكم بناتي أبنائي العام الدراسي الجديد.[/rtl]
[rtl]                              
أما بعد:
إننا في هذا اليوم نلج أبواب عام دراسي جديد نسأل الله تعالى أن يجعله علينا وعلى أبنائنا و بناتنا عام خير وبركة.

إنني لا أدري إلى من أوجه كلمتي هل أوجهها إلى العموم أو أوجهها إلى أصناف معينين إنني أقول إن أحق من أوجه كلمتي هذه إلى ثلاث أصناف من الناس المعلمون والمتعلمون وأولياء أمور المتعلمين..[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]أولا الأولياء: إذا كان على المدرسة ومعلميها ومديريها وغيرهم واجبات فإن على أولياء التلاميذ من الآباء وغيرهم واجبات يلزمهم القيام بها.. [/rtl]
[rtl]-         عليهم أن يتفقدوا أولادهم وأن يراقبوا سيرهم ونهجهم العلمي والفكري والعملي، [/rtl]
[rtl]-         وأن لا يتركوهم هملاً لا يبحثون معهم، ولا يسألونهم عن طريقتهم وأصحابهم ومن يعاشرونهم ويصادقونهم.[/rtl]
[rtl]-         إن إهمال الأولاد ظلم وضياع ومعصية.[/rtl]
[rtl]-         ان المدرسة مركز إشعاع أوجدها المجتمع ، لتعليم ابنك وتربيته وليست للتخلص من رعايته .[/rtl]
[rtl]-         حضر لابنك ما يحتاجه من ملابس وأدوات مدرسية مناسبة.[/rtl]
[rtl]-         اصطحبه معك الى الاماكن المحترمة كالمساجد و لا تتركه فريسة سهلة للشارع.[/rtl]
[rtl]-         عوده أن يرتب كتبه ودفاتره المدرسية لليوم الدراسي حسب الجدول المدرسي الاسبوعي .[/rtl]
[rtl]-         أكد عليه أن يلتزم بالنظام الداخلي للمدرسة.[/rtl]
[rtl]-         بادر بتلبية دعوة المدرسة لك بحضور اجتماعات مجلس الاولياء والمعلمين بالمدرسة ، لأنه في تلك الاجتماعات تتم مناقشة الأمور التي تنهض بمستوى ابنك التربوي والتعليمي ، فوجودك في الاجتماع هو مصلحة لابنك .[/rtl]
[rtl]-         قم بزيارة المدرسة على الأقل مرة في الفصل ، وقابل مدير المدرسة والمعلمين وأسألهم عن مستوى ابنك الخلقي ، والسلوكي ، والعلمي .[/rtl]
[rtl]-         إذا كان ابنك ضعيفا في بعض المواد ، فأتفق مع المدرسة على خطة علاج مشتركة تنفذ في البيت والمدرسة .[/rtl]
[rtl]-         عليك أن تسأل ابنك عن واجباته المنزلية وأنشطته ومشاريعه وهل قام بحلها وإنجاز المطلوب منه .[/rtl]
[rtl]-         لا تحرمه من اللعب بل نظم وقته ، فللعب وقت وللجد وقت . [/rtl]
[rtl]-         إذا دعت الضرورة القصوى لغياب ابنك عن المدرسة ، فأبلغ إدارة المدرسة عن ذلك وعليك أن تحضر عذرا مكتوبا لكي يتم احتساب غيابه بعذر مقبول .[/rtl]
[rtl]
قال صلى الله عليه وسلم:"اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم" فما كان في حق البنين من رعاية ومن رعاية وحماية فإنه في حق البنات كذلك".                      [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ثانيا المتعلمون: [/rtl]
[rtl]- ابذلوا غاية الجهد في تحصيل العلم من أول العام حتى تدركوا المعلومات إدراكاً حقيقياً ثابتاً في قلوبكم راسخاً في نفوسكم؛ لأنكم إذا اجتهدتم من أول العام أخذتم العلوم شيئاً فشيئاً، فسهلت عليكم، ورسخت في نفوسكم، وسيطرتم عليها سيطرة تامة، وإن أنتم أهملتم وتهاونتم في أول العام واستبعدتم آخره - انطوى عنكم الزمن، وتراكمت عليكم الدروس، فأصبحتم عاجزين عن تصورها فضلاً عن تحقيقها، فندمت حين لا تنفع الندامة، وبئتم بالفشل والملامة.[/rtl]
[rtl]حافظوا على مؤسستكم و أثاثها و وسائلها و أدواتكم .[/rtl]
[rtl]التزموا بالنظام و القانون الداخلي لمدرستكم فقد وضع لخدمتكم .[/rtl]
[rtl]لا تتغيبوا عن الدراسة فالعلوم سلاسل متتالية و كلما فقدت سلسلة غابت عنك لبنة أساسية قد تذهب عنك الفهم و الاستيعاب.[/rtl]

[rtl]
ثالثا أما زميلاتي و زملائي المعلمون فإن من أهم ما يتعلق بهم أن يدركوا العلوم التي يلقونها إلى التلاميذ إدراكاً جيداً مستقراً في نفوسهم قبل أن يقفوا أمامهم حتى لا يقع الواحد منهم في حيرة عند سؤال التلاميذ له ومناقشتهم إياه فإن من أعظم مقومات الشخصية لدى التلاميذ أن يكون المعلم قويًّا في علمه وملاحظته.

إن قوة المعلم العلمية في تقويم شخصيته لا تقل عن قوة ملاحظته إنه إذا لم يكن عنده علم ارتبك عند السؤال فينحط قدره في أعين تلاميذه، وإن أجاب بالخطأ فلن يثقوا به بعد ذلك، وإن انتهرهم عند السؤال والمناقشة فلن ينسجموا معه.. إذاً فلابد للمعلم من إعدادِ واستعدادِ وتحملِ وصبرِ عند توجيه السؤال له إن كان عنده علم راسخ في ذهنه مستقر في نفسه أجاب بكل سهولة وانطلاقة وإلا إنه لا يخلو بعد ذلك من هذه الأمور الثلاثة الارتباك أو الخطأ أو الانتهار وكل ذلك ينافي الآداب التي ينبغي أن يكون المعلم عليها..

وإذا كان على المعلم أن يدرك العلم الذي سيلقيه أمام التلاميذ - فإن عليه أن يحرص على حسن إلقائه إليهم؛ بأن يسلك أسهل الطرق في إيضاح المعاني، وضرب الأمثال ومناقشة التلاميذ فيما ألقاه عليهم سابقا؛ ليكونوا على صلة بالماضي ويعلموا أن هناك متابعة من المعلم.. أما أن يأتي يقرأ عليهم الشيء قراءة لا يدري من فهم ومن لم يفهم ولا يناقش فيما مضى - فإن هذه الطريقة طريقة عقيمة جداً لا تثمر ثمرة ولا تنتج نتيجة طيبة.

وإذا كان على المعلم أن يجتهد في الأمور العلمية تحصيلاً وعرضاً - فعليه أن يجتهد في الأمور العملية..

عليه أن يكون حسن النية والتوجيه؛ فينوي بتعليمه الإحسان إلى طلبته وإرشادهم إلى ما ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، وليجعل نفسه لهم بمنزلة الأب الشفيق الرفيق؛ ليكون لتعليمه أثر بالغ في نفوسهم.

وعلى المعلم أن يظهر أمام تلاميذه بالمظهر اللائق من الأخلاق الفاضلة والآداب العالية ليكون قدوة لتلاميذه في العلم والعمل؛ فإن التلميذ ربما يتلقى من معلمه من الأخلاق والآداب أكثر مما يتلقى منه العلم من حيث التأثر؛ لأن أخلاق المعلم وآدابه صورة مشهودة معبرة عما في نفسه ظاهرة في سلوكه، فتنعكس هذه الصورة تماماً على إرادة التلاميذ واتجاههم.

إن على المعلم أن يتقِ الله تعالى في نفسه وفي من ولّاهم الله عليه من التلاميذ، وأن يحرص غاية الحرص على أن يمثل أمامهم بالآداب والأخلاق حتى يكون قدوة صالحة "ومن سنة في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".

وإنني أقول: إن عند التلاميذ ملاحظة دقيقة عجيبة على صغر سنهم إن المعلم إذا أمرهم بشيء ثم رأوه يخالف ما أمرهم به فإنهم سوف يضعون علامة الاستفهام أمام وجه هذا المعلم كيف يعلمنا بشيء ويأمرنا به وهو يخالف ما كان يعلمنا ويأمرنا به لا تستهنوا و لا تستهن بالتلاميذ -ولو كانوا صغاراً- فعندهم من الملاحظات أمر عجيب.

رابعا الادارة:
- إذا كان على المعلمين والمتعلمين واجبات تجب مراعاتها فإن على إدارة المدرسة أن ترعى من تحت مسئوليتها من مدرسين تلاميذ ؛ لأنها مسئولة عنهم أمام الله عز وجل، ثم أمام المسئولين فوقهم، ثم أمام عامة الناس بمقتضى الأمانة التي تحملوها نحوهم.

أسال الله تعالى أن يوفقني وإياكم في أداء هذه الرسالة العظيمة.[/rtl]


[rtl]م.شيباني


[/rtl]