منتدى التعليم الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
الضمـان الاجتماعـي الثلاثاء يونيو 05, 2018 8:31 pmakila taibi
ديداكتيك اللغة العربية الأصيلةالثلاثاء يونيو 05, 2018 8:30 pmakila taibi
دور الاسرة في التربية والتعليمالثلاثاء يونيو 05, 2018 8:29 pmakila taibi
قرص التربية الاجتماعية - رابعة متوسطالثلاثاء يونيو 05, 2018 8:28 pmakila taibi
السلام عليكم و رحمة اللهالثلاثاء يونيو 05, 2018 7:59 pmakila taibi
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
1381 المساهمات
296 المساهمات
161 المساهمات
103 المساهمات
97 المساهمات
77 المساهمات
71 المساهمات
58 المساهمات
56 المساهمات
44 المساهمات
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم
Math44® Copyright

اذهب الى الأسفل
akila taibi
akila taibi
مدير المنتدى
مدير المنتدى
عدد المساهمات : 1381
نقاط : 3771
تاريخ التسجيل : 12/04/2013

استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال: عوائق و حلول Empty استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال: عوائق و حلول

الخميس يونيو 20, 2013 9:54 am
سم الله الرحمن الرحيم


مقدمة


      تشهد البشرية منذ عدة عقود تطورات واسعة و سريعة جدا في مجال التكنولوجيا بمختلف أنواعها، إلى درجة أن المواطن العادي في جل دول العالم صار يتعامل مع مجموعة معتبرة من انجازات هذه التكنولوجيا بطريقة سلسلة و متطورة و مفيدة و مبهرة  أحيانا...
      و الملاحظ أن تكنولوجيات الإعلام و الاتصال (ت إ إ) أو ما يعبر عنها اختصارا بالفرنسية بـ TIC ، تعتبر من أهم أنواع التكنولوجيات التي تمكن المواطن العادي من التأقلم معها تأقلما جيدا و فعالا بداية بالهاتف المحمول العادي و انتهاء بأعقد أجهزة الإعلام الآلي مرورا أجهزة الاستقبال و الهوائيات المقعرة و غيرها...
(أسجل هنا أن المواطن العادي مهما كانت درجة تكوينه لم يتمكن بعد و قد لا يتمكن في المستقبل القريب من الولوج في عالم بعض التكنولوجيات الأخرى إذا لم يكن متخصصا فيها _ بسبب تعقدها أو سريتها _ مثل التكنولوجيات المستعملة في الطب أو تلك المستعملة في صناعة السيارات أو تكنولوجيا الفضاء... الخ)
      من جهة أخرى سمحت ت إ إ _ أؤكد هنا  على كلمة الإعلام و على كلمة الاتصال _ بالانتقال السريع للمعلومات من الدول التي تنتج المعلومة إلى الدول التي تستهل هذه المعلومة بل أن هذه التكنولوجيات جعلت الحدود بين الدول قابلة للاختراق في كل لحظة دون رقيب و لا حسيب (كل من يحتاج إلى معلومة – معقولة – في مجال ما، عليه بطلب ذلك من السيد قوقل و أمثاله)، و هذا ما اثر و سيؤثر حتما _ إما سلبا و إما إيجابا _ على اقتصاديات كل الدول النامية و غير النامية حيث برزت ظاهرة الانتقال إلى اقتصاديات أكثـر اندماجا تتسم بالتعاون المتبادل خاصة على مستوى النظام المالي العالمي.
( و هنا يمكن التطرق إلى بعض أهم طرائق استغلال الشركات الكبرى لـ ت إ إ و المتمثلة خاصة  في التوظيف عن بعد للعمال و المهندسين و الإطارات و مثال ذلك شركة داسو لصناعة الطيران الفرنسية ناهيك عن جل الشركات الكبرى في أمريكا و أسيا).
    " ويمكننا القول إن الاقتصاد العالمي سيتميز، بشكل متزايد، بنفاذية قوية مادية وتكنولوجية للحدود الوطنية، وعولمة الإنتاج والتجارة والمالية، واختفاء شبه كلي لكلمة ''صنع في''، وسوف لن يكون مناسبا الحديث عن منتجات أمريكية ويابانية وكورية، عندما يكون هناك توجه وموجة واسعة للاستعانة بمصادر خارجية للأنشطة الإنتاجية لمختلف مقدمي الخدمات، والانتقال من الإنتاج الشامل إلى الإنتاج المرن لتلبية الحاجيات في السوق المجزأة والمتقلبة للغاية وللابتكار التكنولوجي" (... عن مقال للدكتور ب ب).
      هذا ما سيكون عليه حال الاقتصاد العالمي في المنظور القريب، هذا الاقتصاد الذي يعتبر تطويره و تنميته من أهم الأهداف المرئية و غير المرئية لكل الحكومات في كل أنحاء العالم و ذلك مهما كانت توجهاتها و مهما كانت طبيعة شعوبها – متعلمة، جاهلة، متدينة، لادينية، متخلفة، متقدمة... هذه الشعوب التي قد تكون حكوماتها – للأسف الشديد - سببا في اندثارها أو انصهارها في شعوب أخرى تابعة لحكومات أكثر وعيا أو في فنائها الذاتي Autodestruction - من خلال عدم الاهتمام بأهم مقومات المجتمع: المدرسة و مناهج المدرسة... "هذه الحكومات تختلف عن غيرها بعدم وعيها بمفاهيم خطيرة جدا في وقتنا الحالي مثل عصر الإعلام و عهد الإبداع و عصر غياب العقل و عهد المجتمع ما بعد الصناعة و عصر ما بعد الحداثة  و عصر اقتصاد المعرفة و العولمة" (عن مقال للدكتور ب ب)...
      هل تعلم هذه الحكومات أن ت إ إ  و التطبيقات التكنولوجية الحديثة سوف تقضي على ما لا يقل عن 35 مهنة خلال 30 سنة القادمة تماما مثلما فعلت الكهرباء بمهنة عمي علي صاحب محل الحدادة التقليدية  و مثلما فعلت آلة النسيج بالمنسج التقليدي لخالتي الطاوس...
        و من البديهي أن أقول إن كل واحد منا يدرك أنه لا يمكن لأي شعب أن يحلم بالازدهار و الرفاهية دون بناء حقيقي لاقتصاد قوي منتج  و تنافسي– بالمفهوم الواسع - على أن يكون هذا الاقتصاد الابن الشرعي لمنظومة تربوية قوية – بكل أطوارها - تعتمد في مناهجها و في تسييرها على الاستعمال السليم للعقل و الذكاء و على ما توفره اختراعات الإنسان من تجهيزات حديثة بداية بالقلم و عود الطباشير و الورق و وصولا إلى استعمال ت إ إ  و البرمجيات مرورا بالميكروسكوب و الرومكورف و مختلف المواد الكيميائية و غيرها...
        هذا إخواني و أخواتي ما لا يمكن أن يتحقق لأي مجتمع إن لم يقرر أفراده الاهتمام بقطاع التربية و التعليم من خلال التطوير المدروس له  و تحسينه الهادف – و هنا لا أريد أن استعمل كلمة الإصلاح التي أصبحت تمثل هزة نفسية و هزيمة لكل من يتمنى أن ينعم وطنه بنهضة حقيقية تقودها المدرسة و هذا بسبب فشل جل الإصلاحات التي نجدها بحاجة إلى الإصلاح بمجرد الإعلان عن بداية تطبيق الإصلاح - ...
        و في اعتقادي الخاص أرى أنه لا يمكن للمدرسة أن تلعب الدور المنوط بها و لا يمكن لقطاع التربية و التعليم أن يحقق ما يطلب منه المجتمع إلا إذا واكب هذا القطاع أهم التغيرات التكنولوجية التي طبعت حياة الإنسان اليوم  بالإضافة طبعا إلى التغيرات و المستجدات المعرفية حتى و إن كانت قليلة إلى حد ما مع نهاية القرن العشرين و بداية القرن الحادي و العشرين خاصة على مستوى التعليم الثانوي...
        و السؤال الذي يجب أن أطرحه الآن هو: ما هي أهم عوائق تطور استعمال ت إ إ في المدرسة الجزائرية؟
و إذا عرفنا هذه العوائق أو بعضها فإنني اعتقد أنه قد نستطيع تصور بعض الحلول التي يمكن أن نلجأ إليها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مؤسسة اجتماعية اسمها المدرسة؟


فوائد فوائد فوائد


        في البداية اسمحوا لي أن أمر بسرعة على أهم محاسن و فوائد الاستعمال الذكي و الواعي لـ ت إ إ في تسيير مؤسسة تربوية ما حيث سألخص ذلك في ما يلي: (هنا لا يجب أن ننسى أننا نتكلم عن الإعلام و الاتصال)
- رقمنة الوثائق الإدارية للتلميذ – كـملف التلميذ و ملف سلوكه و كذا نتائجه المدرسية، رقمنة ملفات الأساتذة و العمال...  على أن يتم الحفاظ عليها و تخزينها الكترونيا خاصة و أن تجربة رقمنة كشوف نقاط التلاميذ المستعملة منذ عدة سنوات كانت جدا ناجحة.
- الاستعمال المكثف لــ ت إ إ في تسيير المؤسسات التربوية،        و يفترض هذا الأمر_ حسب رأيي _ اللجوء إلى ت إ إ  في ما يلي:
- التعامل الرقمي و الذكي مع المشكلة العويصة المتعلقة بغياب التلاميذ و ذلك بتمكين أولياء التلاميذ من المتابعة الآنية لأبنائهم حيث يمكن استعمال ت إ إ لتوصيل رسالة نصية لولي التلميذ تبلغه إدارة المؤسسة بغياب ابنه بداية من ساعة معينة و هذا يجب أن يحدث – بفضل برمجية معينة و بسيطة- بمجرد ضغط مستشار التربية على الزر Enter  لتخزين قائمة التلاميذ الغائبين على جهازه و على موقع الانترانت الخاص بالوزارة.
- تزويد المكتبات و قاعات المطالعة داخل المؤسسات التربوية بخدمة الانترنت على أن يتم مراقبة المواقع التي يتصفحها التلاميذ من طرف موظفين مختصين على منوال المراقبين العاديين شرط محاسبة هؤلاء من طرف الوصاية عن كل إخلال بواجباتهم المهنية خاصة و أنه توجد برمجيات للتتبع الأثر و التعرف على المواقع المتصَفحة في حالة أي تحقيق في هكذا حالات. ( وبالمناسبة توجد برمجيات أخرى  لمحور الأثر على الانترنت)
- الاجتهاد من أجل رقمنة دفتر النصوص عن طريق تزويد الأساتذة بجهاز تسجيل _ على شكل Tablette _ يتم استعماله لتخزين          و إرسال ما يقوم به الأستاذ في فترة معينة مع تلاميذ قسم معين.
و للتوضيح أقول إنه يمكن توفير مثل هذه الأجهزة محليا خاصة    و أنها سوف تكون رخيصة جدا لأنها لن تكون بحاجة إلى ذاكرة عالية و لا إلى خصائص أو ميزات أو تطبيقات معقدة كما أنها لا تعدو أن تكون سوى صفحة شبيهة بأبسط المجدولات المعروفة. 
- العمل على تبني و تطبيق فكرة التفتيش عن بعد للأساتذة Inspection à distance، الشيء الذي سيمكن المفتش من متابعة و مراقبة نشاط أستاذ ما مع تلاميذ قسم ما وفقا للتوزيع الأسبوعي للمادة و هذا في كل فترة يعتقد المفتش أنها تخدم الأهداف التربوية    و البيداغوجية للحصة. يتم هذا عن طريق تثبيت كاميرا متحركة في الجدار المقابل للسبورة على أن يكون في مقدور المفتش _ بوسائل تكنولوجية بسيطة _ من تحريك الكاميرا في جميع الاتجاهات لتحقيق الهدف من التفتيش و ذلك عن طريق المشاهدة أو التسجيل أو إسداء النصائح الشفهية للأستاذ المعني بعد فراغه من الحصة.
مثل هذا الاقتراح مبني على تجارب في التفتيش في كل من استراليا و كندا...
- (التالي مهم جدا)  تفاديا لكل محاولات التزوير أو النصب أو غيرها من السلوكيات الضارة لبعض أشباه المربين، و تجنبا لكل الخروقات التي قد يتسبب فيها من يسموا أنفسهم بالهاكر، أرى ضرورة الإسراع بتمكين وزارة التربية الوطنية من الانترانت الخاص بها على أن يكون مسيرا و محصنا من كفاءات عالية وهذا بهدف تحقيق غرضين رئيسيين هما:
أ‌) الاستقبال: أي استغلال المؤسسات التربوية للانترانت في التزود بكل ما يحتاجه المربي و التلميذ و الإداري و الولي من وثائق و مناشير و دروس و بحوث... و من المفروض أن لا توضع أية وثيقة في هكذا موقع إلا بعد موافقة مصالح وزارة التربية على محتواها...
ب‌) التخزين: حيث يمكن استغلال موقع الانترانت الخاص بالوزارة في تخزين كل ما ذكر أعلاه بداية بكشوف التلاميذ و ملفاتهم  و الوضعيات الإدارية للطاقمين التربوي و الإداري إضافة إلى التخزين الآني لوضعية المؤسسة خاصة من حيث التسيير المالي و المادي لها...
    إن كل ما ورد أعلاه حول الغرضين أ) و ب) لا يعدو أن يكون إلا حقا من حقوق التلميذ الجزائري الذي لا يجب عليه أن يشتري خدمات الانترنت أثناء دراسته بناء على المكسب الدستوري الهام الذي يؤكد على مجانية التعليم في الجزائر. 
- بالإضافة إلى هذا أود أن أعرّج بعجالة على موضوع الويفي و هذا في انتظار انطلاق الجيل الثالث في مجال الاتصالات:  فمثل ما هو معمول به في جل الدول المتقدمة و في بعض دول الجوار، أتساءل متى يهتم رؤساء بلدياتنا بمواطنيهم في مجال الانترنت عن طريق الويفي؟ آه لو تبادر بلديات الجزائر الغنية منها خاصة  و تمكّن سكانها من الاستفادة من خدمات الانترنت عن طريق السماح لهم بالاتصال المجاني بالانترنت عن طريق الويفي، و هذا لعمري لن يضر بميزانيات البلديات متوسطة الدخل ناهيك عن البلديات الغنية. ففي بلدية كالعلمة مثلا و من أجل تغطية المدينة بذبذبات الويفي يكفي تثبيت حوالي 20 هوائيا للويفي في عشرين منطقة _ على أن تدرس مواقعها بدقة _ علما و المساحة التي يشغلها كل هوائي لن تتعدى 4 متر مربع... مصاريف الخدمة حسب بعض المهتمين لن تتعدى في كل الأحوال 120 مليون سنتيم سنويا. 
*-*-*-*-*
من العوائق: تسعة
    اكتفي فيما يلي بسرد أهم العوائق التي تعترض عمليات تنمية الاستعمال المرغوب و السليم لـ ت إ إ في التدريس مركزا في ذلك على مادة الرياضيات علما و أن كل المواد تعاني من أهم العوائق التي سأذكر أهمها.
• العائق1) التكوين: عدم تكوين الأساتذة في ميدان استعمال السليم لـ ت إ إ. (و هذا بالرغم من المجهودات الشخصية لبعض الأساتذة في هذا الميدان)
• العائق2) التكوين كذلك:عدم تكوين المكونين الذين من المفروض أن يكونوا هم العمود الأساسي و المهم في كل مشروع للإصلاحات. 
• العائق3) صعوبة الإقناع: صعوبة إقناع مجموعة معتبرة من الأساتذة القدامى في مادة الرياضيات و من المفتشين كذلك باستعمال ت إ إ – حيث نلاحظ أن جلهم كان سنهم لا يقل عن 35 سنة في سنة 2003 ، سنة انطلاق الإصلاحات – علما و أن الفئة الغالبة من هؤلاء كانت و لازالت تجهل ابسط أبجديات الإعلام الآلي، فما بالك بإمكانية تجرئهم على اختيار البرمجيات التي تجعل التلاميذ يحققون الكفاءات التي نصت عليها المناهج الرسمية.
• العائق4) جهل مطبق: الجهل التام لـ ت إ إ بالإضافة إلى التصحر المعلوماتي لدى مجموعة واسعة ممن شاركوا في عضوية اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية – خاصة الثانية – ابرز ها مجموعة منهم ممن اشتهروا بالعداء الشرس لكل توجه يعتمد على الاستعمال السليم لـ ت إ إ في التربية... و لا أريد هنا أن أذكر أسماء بعض الجامعيين من أعضاء هذه اللجنة و اللذين كتبوا كثيرا من المقالات و ما يسمونها بحوثا تتمحور جلها حول سؤال أصفه بالسؤال الـ ... ألا و هو: هل صحيح أن استعمال ت إ إ في التربية يساهم في تنمية الذكاء لدى التلميذ؟ هذا التفاهة جعلت أحد المفتشين المركزيين يجتهد و يعد بحثا قيما تمحور حول ما اسماه القطب الرابع في التربية الذي قصد به ت إ إ التي أضافها ضمنيا إلى الأبعاد الثلاث في عالم التربية من خلال المثلث التربوي  (الأستاذ، التلميذ، المعرفة) و العلاقة فيما بين هذه الأقطاب الثلاثة مثنى مثنى.
• العائق5) كِيفْ كِيفْ: عدم تشجيع الأساتذة الذين تجرءوا على المبادرة باستغلال الوسائل التقنية المتوفرة في المؤسسات التربوية أو من خلال وسائلهم الخاصة لتقديم المفاهيم الرياضياتية لتلامذتهم كما يحدث في بعض البلدان الرائدة ككندا أو بلجيكا أو ألمانيا أو إسرائيل ... و لأن فاقد الشيء لا يعطيه بل قد يعاديه إن فُرض عليه، أؤكد أنه يوجد من المسؤولين عن التكوين و التفتيش من عاتب – و بعنف أحيانا - الأساتذة الذين اتجهوا إلى استعمال ت إ إ في التدريس... و في هذا المجال لا يجب أن لا أغفل أن من الأساتذة - على قلتهم - من بالغ في استعمال جهاز الإعلام الآلي في التدريس _ و ليس ت إ إ _ و ذلك هروبا و بطريقة بها كثيرا من الخبث من الاستعمال التربوي العادي للسبورة و أدواتها المختلفة...
العائق6) القانون: الفراغ القانوني الذي يكتنف هذا المجال – مجال استعمال ت إ إ- حيث لا يوجد أي قانون أو مرسوم أو منشور تنظيمي يجبر الأستاذ على الاستعمال المقنن و المدروس لــ ت إ إ، بل أجزم أن التقرير التربوي الذي يحرره المفتش في فائدة الأستاذ      و المنجز في بداية ظهور المدرسة الأساسية لا يتطرق بتاتا إلى استعمال ت إ إ من طرف الأستاذ و لا يصرح بل لا يلمح حتى إلى إمكانية تقويم الأستاذ في هكذا مجال... و لذلك أصارحكم القول لأبوح لكم إنني أخاف على بعض المفتشين من أمثال المتحدث من ثورة أستاذ ما من المهمِلين في استعمال ت إ إ  حينما قد يتوجه إلى العدالة بهدف "استرجاع حقوقه" لأن المفتش لم يجزيه في العلامة التي تحصل عليها و التي بانت له أنها ناقصة بسبب  – justement - إهماله لــ ت إ إ في التدريس.
• العائق7) إشكالية البكالوريا: خضوع التربوي المشرف على انجاز و تحضير و بناء مواضيع البكالوريا منذ ما قبل بداية الإصلاحات _ بداية المدرسة الأساسية_ لهيمنة السياسي بغض النظر عن طبيعة هذا السياسي أو مسؤولياته تسبب في عدم استطاعة الجزائر إلى حد الساعة بناء بكالوريا يقيس من خلالها المجتمع قدرات المرشحين لها من أبنائه تقييسا علميا و دقيقا و هذا لعدة أسباب اذكر منها النمطية في طرح الأسئلة و تكرار هذه الأسئلة بعد تغير بعض الأعداد و المعطيات علاوة على استفحال المشكلة الرئيسية في هذا الباب و التي تكمن خاصة في الغياب التام لما يسمى الوضعية الإدماجية التي تفترض أمورا و مراحل كثيرة على رأسها معرفة المرشح للبكالوريا لأبجديات ت إ إ ...
• العائقCool القانون يا القانون: بالنسبة لمادة الرياضيات و بعض المواد الأخرى، لم تستجب مصالح وزارة التربية و على رأسها مديرية التعليم الثانوي و التكنولوجي لمطلب تكرر كثيرا خلال سنوات خلت من طرف بعض المفتشين و مجموعة معتبرة من الأساتذة و التلاميذ و الذي يتلخص في تقنين عملية تخصيص حصة خاصة باستعمال ت إ إ مرة على الأقل كل شهر لكل قسم مهما كان تخصصه.  و لهذه الأسباب –غياب التقنين- حاولت إدارة ثانوية معروفة بمدينة سطيف معاقبة أحد أساتذة الرياضيات لديها لأنه عمل بتوجيهات المفتش فقام باستغلال فترة من فترات فراغ التلاميذ و توجه بهم إلى مختبر الإعلام الآلي لانجاز أحد أهم تطبيقات ت إ إ : المحاكاة.
• العائق9) الوزارة فقيرة: وزارة التربية الوطنية و بالرغم من وجود العقد الشهير الذي يربطها بشركة ميكروسوفت، إلا أنها و إلى اليوم لم تبادر بالتعاقد مع أي من الشركات المعروفة بانجاز البرمجيات المدرسية المهمة و المدفوعة الثمن كشركة كابري لأسباب تبقى محيرة: تكلفة مثل هذه البرمجيات مرتفعة... و مع هذا توجد بالمقابل مجموعة معتبرة من الأساتذة و المفتشين ممن يتعاملون بكل سلالة مع برنامج كابري في الهندسة المستوية و كابري في الهندسة الفضائية مستعملين في ذلك طرقا لا تليق بسمعة ذلك المربي الذي لا يمل من الدعوة إلى تنمية الأخلاق و الصدق لدى الطفل و نبذ كل أشكال الغش و اللصوصية.
*-*-*-*-*

هل من حلول؟


      لا اعتقد أنه من المفيد التطرق بالتفصيل إلى الحلول و الاقتراحات تفاديا للملل و تجنبا لتضييع الوقت، لأن كل من يطالع بدقة قائمة العوائق التسعة الواردة أعلاه و محاسن استعمال ت إ إ في تسيير مؤسسة تربوية يمكن أن يتصور أهم الحلول العاجلة لتمكين مؤسساتنا التربوية من ولوج مجتمع المعرفة من بابه الوسع، و مع هذا يمكن أن أضيف إلى الحلول التي نستنتجها بعد التعمق في سلسلة العوائق الواردة أعلاه ما يلي:
    + إيجاد صيغة عن طريق هياكل الوزارة بما في ذلك الخدمات الاجتماعية لتمكين كل مربي و مربية – و في كل المستويات – من جهاز إعلام آلي و هذا بغض النظر عن نوع هذا الجهاز.(بالمناسبة جهاز الإعلام الآلي لم يعد حاسوبا)
    + تمكين فئة المربين العاجزين عن تطوير طرائق التدريس لديهم من الاستفادة من التقاعد الكامل بعد مرور 25 سنة من الخدمة خاصة أولائك الرافضين فعليا و نفسيا للتأقلم مع المقاربات الحديثة و مع متطلبات ت إ إ، حتى و إن كانوا من المستفيدين من أجهزة الإعلام الآلي ( وفقا الاقتراح المذكور في الفقرة السابقة).
    + تمكين فئة المربين المتقاعدين ممن لهم قدرات في مجال استغلال و استعمال ت إ إ من التكفل الدوري بتكوين رجالات التربية العاملين في هكذا ميدان بشرط توفير إمكانات مادية محترمة لاستفادتهم من مقابل مالي مقبول.

      في الأخير، أرى أنه يجب على مجتمع المدرسة الواعي أن يعمل على أن يكون مستوى التدريس لدينا أحسن من مستوى التدريس في السنغال و الأردن و موريتانيا و البحرين و لا داعي لمقارنة مستوانا بجيراننا الأقرباء... و في خضم الألم الذي اشعر به حاليا أدعو الله عز و جل أن يحفظ أمتنا من كل مكروه و أن يــحمي قطاعنا من كل شخصية ساهمت و لازال تساهم في تعميق جراحنا من خلال اللعب بمصائر أبنائنا سواء بالارتجالية و لا علمية القرارات التي تتخذها أو بتفننها في ابتكار العراقيل لكل طاقة حية خدمة لنزوات تخصها و كأنها لا تعلم أن أول من سيتضرر منها هو هي.
      أشكركم على حسن الانتباه و المتابعة و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.

في سطيف يوم 25 04 2013
لفائدة: مخبر الرياضيات التطبيقية / جامعة فرحات عباس
إعداد: مفتش التربية الوطنية في مادة الرياضيات
م. سعادة
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى